من يريحني ومن في طمأنينة يسكنني
سؤال كتيربنسأله في هذه الأيام: فمن منا لا يبحث عن الراحة ومن لا يبحث عن الطمأنينة ومن لا يريد أن يزوّد حياته بمعونات كثيرة تعينه في غربة حياته على الأرض
العالم من حولنا عالم تعب ليس فيه من يستطيع ان يرشد الى مكان الراحة ولا من يقدم المعونة. ولربما نجد في كلمات بطرس الرسول كما جاءت في انجيل لوقا ٥:٥، ملخصًا جميلاً لحياة الانسان: "فَأَجَابَ سِمْعَانُ: يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً". فحقًا إن حالة الانسان هي حالة التعب المُستمر والعيشة وسط الليل الحالك, وفي كل تعبه لن يمسك شيئًا يستطيع ان يروي به ظمأه ويريحه، وحتى لو كان له كل معطيات الحياة فلن يجد فيها ما يكفيه ويُشبع قلبه. ولنا صورة لهذا في حياة سليمان الملك كما نقرأ عنها في سفر الجامعة وقد كان له كل ما يشتهيه قلبه ولكن ملخص كل ما كان له انه باطل وقبض الريح.
اذًا أين أجد الراحة والمعونة
الاجابة تجد الراحة والمعونة فقط عند الرب الطيب الغالي الذي قال "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ" (متى ١١: ٢٨).
اعلم وثِق انه ليس في هذا العالم من يستطيع ان يقدم لك الراحة غير الهنا القدير الطيب الحنين، وما يثبت كلامى هو مانراه في شخصية أيوب الذي قال عن أصدقائه الذين حاولوا جاهدين ان يسندوه ويريحوه "معزون متعبون كلكم"، "أطباء بطالون كلكم" ألا يُُعلمنا هذا أن سعينا وركضنا يجب أن يكون لحبيبنا الغالي وحدهُ! ما دُمت في البرية والصحراء القاحلة فلن تجد سندًا لقلبك سوى شخص الرب الغالي وليت حالك يكون كما كان حال عروس النشيد التي قيل عنها "مَنْ هَذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ مُسْتَنِدَةً عَلَى حَبِيبِهَا" (نشيد ٨: ٥).
لنستند عليه ونطلبه لانه وحده مريح التعابى ومعزى النفوس.