قصه حقيقيه اتمنى من الجميع قرائتها
التاريخ: السبت 11 سبتمبر 2010 الموضوع:
|
حدثنا بهذه القصة الواقعية أحد خدام الرب
كنت مرة في زيارة سجن المحطة بمدينة عمان عاصمة شرق الأردن , وهناك تقابلت مع ضابط السجن الذي أخبرني أن أحد المسجونين سيشنق لأنه قد أتهم بقتل ضابط لبناني , وأن تنفيذ حكم الإعدام سيتم في تمام الساعة الثامنة صباح اليوم التالي .
فذهبت لزيارته , وبدأت أحدثه من كلمة الله عن وجوب التوبة و الإعتراف للرب يسوع بكل ما أخطأ به .
وفي صباح اليوم الإعدام ذهبت لمقابلته باكراً , وقد أخبرني الضابط أن القانون يسمح لي بالتحدث معه بخصوص دينه إلى ما قبل الشنق بخمس دقائق .
فألتفت إليه قائلاً: ( أعلم أن اعترافك بحقيقة الأمر للحكومة سوف لا يخفف عنك وطأة الحكم , ولكن إن اعترفت لشخص يسوع المسيح الفادى,و آمنت به إيماناً شخصياً , وقبلته مخلصاً لك ,فإنه سيغفر جميع خطاياك , ويدخلك للسماء , وستراه عيناك بعد خمس عشر دقيقة , نعم , ستغمض هاتان العينان بعد دقائق قليلة , ولكنها ستفتح في عالم الأبدية , وسترى أحب الأشخاص في انتظارك , وسيأخذك إلى بيته الأبدي , وتدخل إلى السماء مطهراً بدم يسوع الكفاري , هل تقبله ؟ ) , قال : ( نعم ) .
ثم قرأت له بعض الأعداد من الرسالة الأولى إلى كورنثوس الإصحاح الخامس عشر ابتداء من عدد 43 حتى وصلت إلى عدد 54 حيث يقول : ( ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة ) . عندئذ سطع نور على وجهه , وظهرت عليه علامات الارتياح الكلي العميق الذي لاحظه كثيرون من القضاة و المحامين و أعضاء النيابة , ومن بينهم حاكم مدينة السلط الذي أخبرني فيما بعد أن كلمة الله تركت في نفسه تأثيراً لا يمحى .
أخذ السجين مني الكتاب المقدس وهو مفتوح , ووضع إصبعه على هذه الكلمات المباركة : ( فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة ) , ثم أخذ يرنم معي يصوت مسموع ترنيمة ( أمكث معي يا سيدي ) حتى وصلنا إلى العدد القائل :مولاي قد مال النهار وليس للسعي اقتدار
وهنا سالت دموعه , واختنق صوته بالبكاء الهادئ , ولكنه لم ينقطع عن الترنيم معي , فشجعته بكلمات قليلة وصليت معه , ثم صلى هو بصوت مسموع مسلماً نفسه للرب يسوع تسليماً تاماً .
انتهى وقتي , وجاء ميعاد التنفيذ , فاقتادوه إلى المشنقة .
وقد حدثني ضابط السجن عن كلمات السجين الأخيرة لما سؤل: ( ماذا تريد أن تقول قبل الوفاة ؟ ) .
قال: ( لست أريد شيئاً , إنما مرادي أن أطلب السماح من كل من أسأت إليه منكم ومن غيركم , وإني مسامح كل من أساء إلي ) .
بعد مضي ساعة ذهبت مع الضابط لإخراج جثته , وانهشنا جداً لرؤيته مغمض العينين بصورة طبيعية هادئة جداً كأنه نائم نوماً عميقاً , فهمس الضابط في أذني وقال : ( لولا خوفي من ضحك الناس علي لقلت أنه لم يمت , لأنه لم تجحظ عيناه , ولا توجد رغوة في فمه , ولم يخرج لسانه كعادة المشنوقين ) .
نعم قد انتهت حياته في هذا العالم بالإجرام و الإعدام , ولكنها ابتدأت بمجد وظفر وغلبة الموت في عالم الأبدية , حيث يتمتع الآن بمن وهبه الغفران الكامل , شخص ربنا العزيز المبارك يسوع المسيح .
|
|