كانت تعاليمه كلها سماوية وسامية، فقد علّم الناس المحبة والإخاء، والبِرّ والقداسة، والطريق إلى الخلاص والحياة، وعدم التعلّق بما هو فانٍ كالأموال والخيرات الأرضية الزائلة. وعلّم العطف على الأرامل واليتامى ومساعدة كل من هم بحاجة لمساعدتنا
إن السيد المسيح الذي جاء إلى عالمنا كإنسان وضيع، يتحلى بصفات إلهية وإنسانية في آن معاً. فهو الكلمة المتجسد الذي جاء عنه في إنجيل يوحنا
"في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه الحياة، والحياة كانت نور الناس، والنور يُضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه" (يوحنا 1:1-5). فالمسيح هو الإله الذي ظهر في الجسد، وأهم عمل قام به وجاء من أجله هو إتمام المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ. لهذا كان لا بدّ له أن يكون إلهاً وإنساناً في آن واحد. فهو الوسيط الوحيد بين الله والناس بحسب ما جاء في الإنجيل المقدس (1تيموثاوس 2 :5). بالإضافة إلى ذلك، فقد كان معلماً، ومرشداً، وهادياً، وفادياً ومخلصاً. ورغم أن المسيح لم يكن مجرد إنسان أو نبي، فإنه أثناء وجوده على الأرض، علَّم التعاليم الصالحة، وبيّن للناس الطريق إلى الله، إلى الخلاص والحياة الأبدية. فرح مع الفرحين وتألم مع المتألمين. شفى المرضى، وأقام الموتى، وطهّر البُرص، وأشبع الجياع، وسقى العِطاش ، وعمل الكثير من المعجزات والعجائب التي تدلّ على قوّته الإلهيّة.
+ ما هي تعاليم المسيح التي علّمها أثناء وجوده على الأرض؟
- كانت تعاليمه كلها سماوية وسامية، فقد علّم الناس المحبة والإخاء، والبِرّ والقداسة، والطريق إلى الخلاص والحياة، وعدم التعلّق بما هو فانٍ كالأموال والخيرات الأرضية الزائلة. وعلّم العطف على الأرامل واليتامى ومساعدة كل من هم بحاجة لمساعدتنا. وكل ما علّمه يمكن تلخيصه بما يلي: محبة الله للإنسان، وضرورة محبة الإنسان لله ولأخيه الإنسان. هذا هو جوهر الوصيّتين اللتين علّمنا إياهما قائلاً: "تحب الرب إلهك من كل قلبك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" (متى 22 :37). وأيضاً "تحب قريبك كنفسك" (متى 22 :39). إن هاتين الوصيتين الصغيرتين، هما اختصار أو جوهر الناموس بكامله، ونستطيع أن نقول إن المسيح لخّص كل تعاليمه بكلمة واحدة وهي "المحبة". المحبة التي تتضمن كل شيء. لأننا عندما نحب الله، فإننا لا نغبطه ولا نغضبه، بل نسير بحسب تعاليمه وشريعته الإلهية التي توصلنا إليه. وعندما نحب أخانا الإنسان، فإننا لا نؤذيه، بل نعمل على إسعاده ونتمنى له ما نتمنّاه لأنفسنا. فالمسيح جاء إلى عالمنا ليرينا طريق الحياة، لأنه هو الطريق والحق والحياة. وأهم شيء عمله المسيح هو أنه مات عن الإنسان الخاطئ على خشبة الصليب، ليتبرّر الخطاة التائبون بموته ويرثوا الحياة الأبدية. لأنه بموته الكفاري على الصليب، أزال العداوة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ، وأتمَّ عمل المصالحة، كما ورد في الإنجيل المقدس "لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3 :16).