(المسيح) ينهض من جديد في بابل
التاريخ: الأربعاء 06 مايو 2009 الموضوع:
|
2009-05-06 النور – تحرير الساير
بعد سنوات عدة فتحت فادية خزانتها الموصدة لتخرج ظرفاً صغيراً احتوى قلادتها الفضية التي تحمل شكل الصليب وورقة صغيرة كتب عليها (اخلعي شكل الصليب قبل أن نخلع رقبتك) هذه الورقة أجبرت فادية خلال دراستها الجامعية على التخلي عن قلادتها التي ما فارقت عنقها منذ أن أهداها لها والدها الذي أعدم على يد النظام السابق . فادية التي اقتربت من الثلاثين قررت أخيرا أن تمزق الورقة التي مزقت روحها منذ أن وجدتها مخبأة في احد كتبها خلال دراستها في جامعة بابل تقول فادية:- مزقت الورقة ولبست قلادتي وخرجت مع العائلة، لنتمتع بندى الربيع الأمني الذي يغمر مدينة الحلة بصخب المتنزهات وهي تحتضن العائلات الحلية حتى ساعات متأخرة من الليل،فلم يعد هناك مكان للميليشيات المسلحة ،ولم يعد بإمكان أي شخص او حزب او طائفة أن تسرق حرية شخص آخر من أية طائفة او مذهب، لهذا السبب قررت أن ارتدي قلادتي التي حملت شكل الصليب وأتمنى أن لا اجبر على خلعها من جديد.
لم يعد الصليب يزيّن رقبة فادية وحسب، بل انه عاد الى الأسواق ليعرض من جديد في محال صياغة الفضة والذهب، ويؤكد العاملون في تلك المحال أن التطرف الديني وانتشار الميليشيات المسلحة قد أدى في وقت سابق الى التخوف من عرض المصوغات الذهبية التي تحمل شكل الصليب او مشهد صلب السيد المسيح أو أي شكل آخر، وصارت مسألة صياغة هذه الأشكال لا تتم الا بشكل سري وللمعارف فقط حيث يعتذر الصائغ في حال طلبت أية سيدة منه ذلك، إلا أذا كانت من الأشخاص المقربين له. ويذكر أبو زهراء الذي يعمل في صياغة الفضة أنه قد تعرض لتهديد الميليشيات قبل ما يقارب سنتين من الآن أثر قيامه بعرض ميدالية فضية تحمل شكل الصليب، وبعد أيام قليلة جاءه احد الشباب الذي أعتاد أن يشتري منه (المحابس) ذات الأحجار الكريمة واخبره بان أسمه موجود لدى جهة معينة ويجب أن يكون أكثر التزاماً بالدين الإسلامي ويمتنع عن عرض المصوغات الفضية التي تحمل شكل الصليب لأنها ترمز إلى الغرب والدول الأوروبية التي تحتل العراق وتريد سلب ثرواته والقضاء على الدين الإسلامي، مما أجبره على إغلاق محله لمدة أسبوع ثم استئناف ذلك بعيداً عن كل ما يمكن أن يبقي اسمه لدى سجلات الميليشيات المسلحة.
ويضيف أبو زهراء قائلا: كانت الكثير من الفتيات المسيحيات يأتين إلى سوق الصاغة ويسألن عن ميداليات تحمل شكل الصليب ثم يتفاجئن بان السوق مليء بمصوغات ذهبية تحمل أسماء رموز دينية اسلامية، لذلك نجد أن الطائفة المسيحية كانت مجبرة على القيام بصياغة الصليب او صلب السيد المسيح، الذي قد يكلف الكثير من المال لأنه يشكل خطرا على الصائغ اذا ما اكتشف قيامه بذلك من قبل الميليشيات المسلحة، أما الان فنحن نعرض المصوغات الفضية بشتى أنواعها وشتى أشكالها كما أننا نجد شكل السيد المسيح في محال صياغة الذهب، وهناك بعض العائلات وبعض الأزواج يتهادون شكل الصليب بعد صياغته من الذهب الخالص،ويبدو أن الأمر لا يتعلق بالمصوغات الذهبية والفضية بل إن الأمر شمل أيضا اللوحات والتحفيات التي حملت هي الأخرى شكل الصليب الذي تقدسه جميع الأديان على اعتبار أنه أحد الأنبياء الذين بعثهم الله للبشرية.
|
|