علاقتك بالكتاب المقدس (1)
التاريخ: الأحد 23 أغسطس 2009
الموضوع:


علاقتك بالكتاب المقدس تتركز في نقاط رئيسية أهمها: اقتناء الكتاب، اصطحابه، قراءته، فهمه، التأمل فيه، دراسته، حفظه. وفوق الكل: العمل به، والتدرب على وصاياه وتحويلها إلى حياة. 1- إقتناء الكتاب: ينبغى على كل شخص أن يقتنى الكتاب المقدس، سواء أكان كتاباً كبيراً على مكتبه للقراءة والدراسة، أو كتاباً صغيراً يكون في الجيب أو حقيبة اليد: لا يفارقه. بل يصحبه في كل مشوار في كل رحلة، في كل مكان، أثناء وجوده في العمل، أو في وقت الراحة، أو أثناء الجلوس مع الناس يكون صديقه ورفيقه في دخوله وخروجه،

يصحبه في انتقاله وترحاله. يشعر أنه لا يستطيع الاستغناء عنه إطلاقاً. إن نسى أخذه معه، يحس أنه قد فقد شيئاً هاماً: أخشى أن يكون الكتاب المقدس غريباً في بيوتنا أو حياتنا " ليس له إن يسند رأسه " (لو 9: 58)، أو أنه يسند رأسه في مكتبتك أو على أو على مكتبك وليس في ذهنك ولا قلبك! نعم،لست اقصد باقتناء الكتاب أن يكون تحفة في بيتك، أو تميمة في جيبك، إنما يجب أن يكون لاستعمالك الدائم. وأنت لا تصل إلى صداقة الكتاب هذه، إلا إذا كنت تحبه.. 2- محبة الكتاب المقدس: تحب الكتاب لأنه رسالة الله إليك، تتلقفها في حب.. تماماً كما يصل الإنسان خطاب من حبيب له، يقرؤه ويعيد قراءته، لأنه كلام عزيز عليه.. كما يقول داود النبي عن كلام الله إنه " اشتهى من الذهب.. وأحلى من العسل وقطر الشهاد " (مز 19: 10). ويقول عنه الرب في المزمور الكبير: " كلماتك حلوة في حلقى. أفضل من العسل والشهد في فمى ". و يقول أيضاً " أحببت وصاياك أفضل من الذهب والجوهر" ممحص قولك جداً. عبدك أحبه " " أبتهج بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " " اشتهيت وصاياك " " أحببت وصاياك " " أحببت شهاداتك " " لكل كما رأيت منتهى. أما وصاياك فواسعة جداً " (مز119). ويقول أيضاً: " لو لم تكن شريعتك هى تلاوتى، لهلكت حينئذ في مذلتى " (مز119) و هكذا إن أحببت الكتاب، تجد لذة في قراءته ومتعة. وهذه اللذة تجعلك تداوم على القراءة وتلهج بها. 3- المداومة على قراءة الكتاب: يقول المزمور الأول عن الإنسان الطيب المطوب: " في ناموس الرب مسرته. وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً ". و هذه هى الوصية التي قالها الرب ليشوع بن نون " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً، لكى تتحفظ للعمل بكل ما هو مكتوب فيه " (يش 1: 8). إن قراءة الكتاب تكون أفيد، إن كانت بمواظبة ومداومة. وبطريقة منتظمة، كل يوم.. و ذلك لكى تتشبع بروح الكتاب، ويثبت تأثيرها فيك، وتصبح قراءته عادة عندك. ويمكن أن تضع لنفسك أن تقرأ فقرات من كتاب في كل صباح قبل إن تخرج من بيتك، لتكون مجالاً لتفكيرك وتأملاتك خلال اليوم، وتملأ ذهنك في مشيك وفى دخولك وخروجك. كما تقرأ أيضاً فصلاً آخر قبل النوم، لكى تفكر في هذه الآيات قبل النوم، فتصحبك حتى في أحلامك.. إن القراءة المنتظمة في الكتاب تساعد على الهذيذ فيه، أو اللهج به، واستمراره في الفكر.. و هكذا تستطيع أن " تلهج به نهاراً وليلاً " حسب الوصية. وإن كان هذا اللهج ممكناً لملك عظيم مثل داود النبي، أو قائد عظيم مثل يشوع، على الرغم من كثرة مسئولياتهما، فكم بالأولى نحن ولا شك أننا أقل منهما مشغولية بكثير..؟! ولقراءة الكتاب عناصر هامة تساعد الاستفادة منه، نذكر من بينها: 4-القراءة بخشوع: أنت في القراءة تستمع إلى الله يكلمك، فاسمعه بخشوع.. و بقدر خشوعك في القراءة، يكون تأثير كلام الله عليك. لأن قلبك يكون في ذلك الوقت مستعداً، شاعراً بأنه في حضرة الله.. ولذلك فإن الكنيسة حينما تتلو علينا قراءات من الكتاب في القداس الإلهى، يصيح الشماس قائلاً " قفوا بخوف من الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس ".. والأب الكاهن قبل قراءة الإنجيل، يرفع البخور ويصلى أوشية يقول فيها: اجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة.. " إن مجرد السماع يحتاج إلى استحقاق، ويحتاج إلى استعداد، ونحن نذكر أن موسى النبى – قبل سماع الوصايا العشر – دعا الشعب أن يتطهروا ويقدسوا مدة ثلاثة أيام، لكى يستحقوا أن يسمعوا كلمة الله إليهم " (خر 19: 10 – 15). فالذى يقرأ كلمة الله باستهانة وإهمال، لا يتأثر ولا يستفيد. تعود إذن أن تقرأ الكتاب بهيبة واحترام.. تذكر أنك في الكنيسة تقف، ويخلع رئيس الكهنة تاجه أثناء القراءة احتراماً لكلمة الله، فلا تكن أنت في الكنيسة بروح، وفى البيت بروح آخر.. وماذا أيضاً في عناصر القراءة؟





أتى هذا المقال من سلام الى العراق
www.salamtoiraq.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
www.salamtoiraq.com/plugin.php?name=articles&file=article&sid=337