نعيش في عالم مليء بالصعوبات والتحديات والمفاجئات التي قد تدفعنا مراراً كثيرة الى اليأس والفشل عندما نواجهها بدون الله وبقوتنا البشرية . هناك فرق شاسع بين الحياة المستقلة عن الله وبين حياة الاعتماد الكلي عليه وعلى نعمته الفياضة . هنالك فرق شاسع بين التمسك بما يقوله هذا وذاك وبين التمسك بما يقوله الله وما يعدنا به في كلمته المقدسة . هنالك فرق شاسع بين نظرتنا نحن السلبية والمقلقة لظروف الحياة وبين نظرة الله الايجابية لنفس الظروف التي يسمح بها لتتميم مقاصده المقدسة والمباركة في حياتنا . لذا سنشارك معكم اليوم مقارنة مشجعة بين ما نقوله نحن وبين ما يقوله الله لنا .
نحن نقول أمام الأمور العسرة هذا مستحيل ، أما الرب فيقول لنا كل شيء مستطاع ولا يعسر علي أمر لذا قال الرب يسوع " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " ( لوقا 18 : 27 ) .
نحن نقول اننا متعبون ولا قوة لنا فيقول لنا الرب " تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " متى 11 : 28 – 29 ) .
نحن نقول لا أحد يحبني فيقول لنا الرب أنا أحبك الى المنتهى " محبة ابدية احببتك من اجل ذلك ادمت لك الرحمة " ارميا 31 : 3 ) .
نحن نقول لا استطيع ان استمر فيقول الرب لنا انا اعطيك القوة ويعدنا بالقول " تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل " ( 2 كور 12 : 9 ) .
نحن نقول الكل تركني وتنكر لي فيقول لنا الرب انا معك " لا اتركك ولا أهملك " ( يش 1 : 5 ) ويؤكد لنا في كلمته المباركة قائلاً " اذا اجتزت في المياه فانا معك وفي الانهار فلا تغمرك اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك " اش 43 : 2) .
نحن نقول لا أعرف كيف أتصرف فيجيبنا الرب أنا
أقودك وأوجهك كما تشجعنا كلمته المقدسة بالقول " توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سبلك " ( أمثال3 : 5 و 6 ) .
نحن نقول انا لا استطيع شيئاً فيقول الرب أنا اعطيك القوة لتعمل كما يقول الرسول بولس " استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني " ( في 4 : 13 ) .
نحن نقول كل الابواب مغلقة امامي . يقول الرب لكن انا عندي كل المفاتيح كما تقول الكلمة المقدسة " هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح " ( رؤيا 3 : 7 ) .
نحن نقول انا لا استطيع ان اسامح نفسي فيجيب الرب أنا هو الغافر كما يقول الكتاب في نبوة ( ميخا 7 : 18 ) "من هو اله مثلك غافر الاثم وصافح عن الذنب " .
نحن نقول لا قابلية لتأمين احتياجاتي ، يقول الرب أنا اؤمنها كما يقول الرسول " فيملأ الهي كل احتياجكم بحسب غناه بالمجد في المسيح يسوع " ( في 4 : 19 ) .
نحن نقول انا خائف جداً فيقول الرب تشجع لا تخف انا معك ولنا الوعد الصادق والقائل " أيضاً اذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لانك أنت معي " ( مزمور 23 : 4 ) .
نحن نقول عندي هموم كثيرة فيجيب الرب اريدك أن تكون بلا هم ، تذكر كلمة الله القائلة " ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم " ( 1 بط 5 : 7 ) .
نحن نقول أنا أيماني ضعيف ويقول الرب انا رئيس الايمان ومكمله ، لذا تعدنا كلمة الله بالقول " يعطي المعيي قوة ولعديم القدرة يكثر شدة " ( أش 40 : 29 ) .
نحن نقول انا لا أعرف كيف أتصرف فيقول لنا الرب أنا مصدر الحكمة والعلم لذا يكتب الرسول يعقوب هذه الكلمات " وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بلا سخاء ولا يعيّر فسيعطى له " ( يع 1 : 5 ) .
عندما ترفع قلبك وانظارك الى الله بالايمان وتثق بمواعيده الصادقة عندئذ سيتغير موقفك من ظروف الحياة ومن الله رب الحياة أيضاً .