هل شعرت يوماً بالامل وانت وسط الالم في الأربعاء 28 نوفمبر 2007
هل شعرت يوما بالالم وانت وسط الهموم؟ هذا ليس سؤال ساذج اسأله لأني أعلم أنه لا يوجد إنسان في عالمنا هذا لم يشعر بلحظات من الألم ، ولكن الألم الذي أتسائل عنه هو ألم من نوع آخر ، دعني أسأل السؤال بصيغة آخري هل فقدت حلمك ؟ هل تحطم أملك ؟ هل شعرت إن حزنك ليل لا نهاية له ، هل جلست ذات يوم ترسم حلماً و تبني أملاً و أنهار دعني أجيب على ذلك التساؤلات بنعم .
فلقد جلست يوماً ما أرسم حلماً جميلاً ملوناً و امتدت يدي إلي حبات من الرمل لأبني بها بيتاً كبيراً يحمل عدد طوابقه عدداً من سني عمري ، هذه السنوات التي مرت أمامي مثل شريط سينمائي يعرض المزيج من ذكريات الحب و الألم نعم فالحب عندي قد امتزج بالألم فقد عشت الكثير من لحظات الحب الجميلة و الكثير من لحظات الألم المريرة فقد كنت أرسم ملامح حلم كانت على وشك اكتمال، و لكن فجأة جاءت امواج الغضب والكراهية والحرب من بعيد، جاءت فقط لتهدم البيت الذي بنيته ولا عجب فقد كان بيت من الرمل. مررت بأصعب لحظات الألم و لم يكن في جوفي سوي طعم المرارة ، فالحلم الذي بنيته قد أنهار ولأنه حلم عمري رفضت أنهياره ورحت بكل ما اوتيت من قوة أتمسك ببقايا الحلم المنهار و بداخلي ينبض قلبي بدقات من المرار، و لكن الحلم كان فعل ماضي فقد تحطم كل امل. لقد شعرت بخيبة الأمل و الضياع و فقدان الأمان و لكن ما أعظم حكمة الله القدير! فهو القادر على تحويل الألم الى امل, فعندما تنظر إلي كلمة الألم و تعكس فيها حرفي اللام و الميم نجدها أصبحت كلمة الأمل نعم فقد صنع الله القدير من ألمي المرير أمل و أستطيع الآن أن أدرك أن الموج لم يكن يريد تحطيم حلمي بل كان يريد أن يغسله فأراه واضحاً و أعرف جيداً أنه كان بيت من الرمل حتماً سيسقط لأن الأمان و الضمان في الله وحده . عزيزى أستطيع الآن أن أتذكر تلك اللحظات المريرة و قد أبكي عليها و لكن لا اجعل دموعي بحراً أسبح فيه بل أراها دموعاً تغسل عني كما أستطيع أن أدعوك للتفاؤل بأن لحظات الألم هي لحظات قليلة ولكن من شدة صعوبتها تبدو وكأنها دهر فإذا كنت تعاني من ألم ما إياً كان نوعه، أنا لن أقول لك وصفة سحرية تمحو الألم لكن سأدعوك فقط أن تمسك قلمك و تكتب كلمة ألم و تبدل حرفيها لتصبح أمل فإن أصعب أنواع الألم هو الذي بدون أمل لنهايته. وارفع نظرك إلى الله القدير فهو الوحيد الذي يستطيع أن يعبر بك من بحور الألم إلي شواطئ الأمل.