(الله محبة) كما تقول كلمة الله فى الكتاب المقدس، وهو
يريد ان يمتد بمحبته لتشمل جميع الناس لأن محبة الله للانسان محبة متفاضلة. فالله
لا يحتاج للانسان، وانما فى واقع الأمر، فان الانسان هو الذى يحتاج الى الله. ان
محبة الله للانسان من نفس طبيعة الله، فهى محبة الهية سامية غير محدودة منزهة عن
كل غرض. وهى محبة ابدية لا يحدها زمان أو مكان، كما أنها محبة غير مشروطة وغير
مرتبطة بشروط وهى محبة تعطي وتعطي دون ان تفكر فى المقابل. انها محبة غير أنانية.
انها محبة تختلف عن الاعجاب، فالاعجاب له أسباب، أما المحبة فلا ولا.
(الله محبة) كما تقول كلمة الله فى الكتاب المقدس، وهو
يريد ان يمتد بمحبته لتشمل جميع الناس لأن محبة الله للانسان محبة متفاضلة. فالله
لا يحتاج للانسان، وانما فى واقع الأمر، فان الانسان هو الذى يحتاج الى الله. ان
محبة الله للانسان من نفس طبيعة الله، فهى محبة الهية سامية غير محدودة منزهة عن
كل غرض. وهى محبة ابدية لا يحدها زمان أو مكان، كما أنها محبة غير مشروطة وغير
مرتبطة بشروط وهى محبة تعطي وتعطي دون ان تفكر فى المقابل. انها محبة غير أنانية.
انها محبة تختلف عن الاعجاب، فالاعجاب له أسباب، أما المحبة فلا ولا.
لقد احب الله الانسان واراد ان يعبر للانسان عندما خلقه
عن مدى تكريمه له فنفخ فيه من روحه وسخر له كل ثمار الجنة وحيواناتها واعطاه سلطة
عليها. وقد أكرمه ايضًا بأن جعله كائنا مستقلاً بإرادته يستطيع ان يختار ما يريد
ويتحمل مسؤولية قراراته. كما انعم عليه بعقل مفكر ومشاعر حية. أراد الله ان يكون
مع الانسان او ان يكون الانسان فى علاقة معه يبادله الحب بدون اكراه او اجبار.
لكن الانسان اختار بملء ارادته ان يخطىء وان يعصى الله.
فانطفأ فيه ذلك الروح الذى وضعه الله فيه والذى يؤهله للمثول فىحضرته. لم تكن خطيئة
آدم مجرد تصرف يمكن محو آثاره بتصرف آخر من قبله. لكنها كانت موتًا روحيًا فصله عن
الله. لقد احدثت فيه خطيته طبيعة جديدة اثرت على علاقته مع الله والعالم والطبيعة.
وعلى الرغم من هذه الفعلة الشنيعة التى قام بها الانسان، الا ان الله فى محبته
ورحمته ونعمته اراد ان يدبر طريقة يعيد فيها لروح الانسان الحياة حتى يعود الانسان
من جديد قادرًا ان يحيا فى حضرة الله القدوس. وهذا هو تماما ما يحدث عندما يؤمن
الانسان بيسوع المسيح ويقبل مغفرة الله لخطاياه. ان العقاب العادل الذى يسحقه
الانسان على خطاياه هو الموت الابدي- اي الهلاك فى جهنم الى ابد الآبدين مفصولاً
عن رحمته. لكن الله المحب الرحيم ارسل السيد المسيح ليكون نائبًا او بديلاً عن
الانسان فى اخذ العقاب عنه، اي ان الله اوقع على السيد المسيح العقاب او الجزاء
الذى نستحقه نحن. فقد اعتبر الله ان آلام السيد المسيح وموته على الصليب وكل ما
تعرض له من تعذيب واهانات مساويا للعقاب الذى نستحقه فى جهنم اي ان المسيح مات
عنا.. مات من اجل خطايانا. فكان الله سبحانه وتعالى قد اصدر عفوًا عاما عن الناس
من اجل خطاياهم ولكن لا يستفيد من هذا العفو الا كل من قبله. لقد كان موت المسيح
على الصليب تعبيرًا قويًا عمليًا عن محبة الله للانسان.
فهى اذًا محبة من لا يحتاج نحو من لا يستحق. قال السيد
المسيح: "لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من
يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية." (بشارة يوحنا 3: 16) وايضًا تقول كلمة
الله: "ولكن الله بين محبته لنا، لانه ونحن بعد خطاة مات المسييح
لاجلنا" (رسالة رومية 5: 8 )
ان محبة الله تريد ان تكرم الانسان وترفع من مستواه.
فالله يجعل من كل شخص يؤمن بالمسيح ابنًا له. تقول كلمة الله: "وأما كل الذين
قبلوه فقد اعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله" (بشارة يوحنا 1: 12) وايضًا:
"انظروا اية محبة اعطانا الآب حتى ندعى اولاد الله،" (1 يوحنا 3: 1)
فالله لا ينظر الينا ولا يريد ان ينظر الينا كمخلوقات دنيا.
كما ان محبة الله تدعوه ان يعطي الحياة الابدية لكل من
يؤمن به. تقول كلمة الله: "من له الابن فله الحياة. ومن ليس له ابن الله
فليست له الحياة. كتبت هذا اليكم انتم المؤمنين باسم ابن الله لكى تعلموا ان لكم
حياة ابدية." (رسالة يوحنا الاولى5: 12- 13)
حين يتوب الانسان ويعترف الى الله بخطاياه على اساس موت
المسيح الكفاري عنه على الصليب، ويدعو المسيح ان يسكن قلبه وحياته، فانه يحصل على
كل الامتيازات السابقة الذكر حسب وعود كلمة الله الصادقة. ان محبة الله تمهلنا،
تعطينا دائما فرصة التعرف الى الحق والتوبة بحيث لا نستطيع الادعاء بأننا لا نعرف.
فلنا كل الحرية وعلينا كل المسؤولية.
امين