أرسل في: الأحد مارس 29, 2009 1:28 pm عنوان الموضوع: "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون"
كثيراً ما تضاربت الأفكار، ونوقشت النظريات، ودوّن على الصفحات عن البيت والعائلة، لكننا لا نشك البتة أن أصدق قول هو ما صرّحت به كلمة الله: "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون". منهم من قال: "إن السعادة تربض في القصور"، وآخرون ناقضوهم بالقول: "لا بل إنها في الأكواخ"؛ أما صوت اختبار المؤمنين الحقيقيين فيقول: "إن السعادة تملأ وتحشو أرجاء كل مسكن يقطنه الرب يسوع المسيح، وتخيِّم على قلوب أزواج ارتوت بحبه العجيب". فالبيت المسيحي هو تكوين يد الله المباركة، وما الزوجة المؤمنة سوى غرسة يمينه في تربة العائلة لتكون شجرة مورقة تظلل البيت بالروح الوديع الهادئ، وتظلل الزوج بالطاعة الخاضعة. لقد أرادها الله شجرة مثقلة بثمار الروح التي هي محبة... فرح... سلام... طول أناة... لطف... صلاح... إيمان... وداعة... تعفف. نعم أرادها الله حمامة وديعة تغمر بجناحي عنايتها المضحية زوجها وأطفالها، وجعلها مخلوق الرقة والعطف والحنان. فالزوجة إذاً تلتقط بيدها مفتاح هناء البيت وسلامه، فالزوجة المسيحية الأمينة هي التي تجعل منزلها ملجأ من متاعب العالم وشروره، بل مرآة تعكس صورة منزلنا السماوي، وهي التي تحمي فراخها من إغراءات العالم وأحابيل إبليس.
لا ننكر البتة إننا نعيش في عصر السرعة والإرهاق والتوتر. فقد يدخل البيت أحد أفراده متعب الأعصاب، غريب المزاج فيسيء المعاملة ويخطئ التصرف، فماذا نفعل عندئذ؟؟ أنطبِّق شريعة "عين بعين وسن بسن"؟ لا.. لا.. بل لنجعله يجني من شجرة البيت هذه، ثمار الروح المباركة. لنتعلم درساً عظيماً من إلهنا الحبيب، حين لمس بيد ملاكه إيليا بكل رفق، وهو هارب من وجه إيزابل امرأة أخآب، متعباً ومتوتر الأعصاب في تلك البرية المقفرة. لقد وضع الله عند رأسه كعكة رضف، وكوز ماء، ومتّعه بنوم مريح هادئ... نعم ، لقد فعل الله ذلك بالرغم من أخطاء إيليا وطلبه الموت لنفسه لما قال: "قد كفى الآن يا رب خذ نفسي". لنفهم يقيناً يا أخواتي أن أزواجنا وأولادنا هم بشر، ولهم إحساسات كثيرة التأثر بالأمور الخارجية. فهم كما نحن يتأثرون بالحالة الصحية وبكمية الراحة.. يتأثرون بمعاملات الآخرين وبظروف الحياة... كل هذه تُحْدِث في الجهاز العصبي إما تأثيرات إيجابية أو سلبية. فما من واجب الزوجة الحكيمة والأم المثالية إلا أن تحمل في فمها جواباً ليناً يصرف الغضب، وكلاماً معزياً يطيِّب النفس، ومساعدة معنوية وروحية تحوِّل الإحساس السلبي إلى شعور بالفرح والسلام. فإذا ما أردنا بيوتنا حصوناً وقلاعاً من أعباء العالم وشروره، وجب علينا بأن نكون أكفاء.. قادرات على تقديم المساعدة.. وعلى تقويم النبتات اليانعة الرخصة.. علينا كسب الثقة التي تؤهلنا لأن نكون معينات لأزواجنا نظيرهم، ولكي ندرب أولادنا على حياة الإيمان والشركة مع الله. وأقولها كلمة صريحة بأن الزوجة التي تكتفي بعالمها الضيق - الذي لا يتخطى مطبخها وطفلها - ولا تغذّي عقلها، وتوسِّع آفاق معرفتها بدرس دائم لنتائج اختبارات الآخرين، وبتفهم وافٍ لكلمة الله المليئة بكنوز الحكمة والعلم، فهي لا محال ستصل يوماً إلى مأتم تندب فيه الانسجام الروحي والتقارب المعنوي مع زوجها الطموح، بل سينوحان معاً على حلاوة العيش بالتفاهم الكلي والاتفاق المشترك. ليس هذا فحسب بل ستفقد امتياز قيادة أولادها في حياتهم الروحية والاجتماعية، وتصبح بالنسبة لهم وكأنها امرأة مخلصة استؤجرت للقيام بالأعمال المنزلية. أجل... "امرأة فاضلة من يجدها؟ لأن ثمنها يفوق اللآلئ. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج إلى غنيمة... يقوم أولادها ويطوّبونها. زوجها أيضاً فيمدحها... الحسن غشّ والجمال باطل، أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح" (أمثال 10:31-11، 28، 30). المسيح يفرح قلوبكم ويبني بيوتكم ويجعلها بيوت قداسه وبيوت طهارة بيوت يملها الحب والسلام والامان _________________ ربي اجعل في العراق سلاما
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع حذف مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى