المسيح ؛صخرتي
التاريخ: الأحد 14 مارس 2010
الموضوع:


لايستطيع الانسان أن يحيا بذاته ,بل يكون دائماُ مهدد من جميع الظروف المحيطة به ,فلهذا أرد الله أن يصنع له مستقبل مضمون. وعندما كان الموت في طريق الانسان وقد سقط في الموت وصار الموت هو أعظم عدو للانسان جعله لايستطيع أن يعيش فى سلام بل دخل الخوف في قلبه بسبب الخوف المستمر من الموت. ولان الله يحب الانسان بشدة ودائماُ يرتب له مستقبل كله فرح وسلام كان لابد أن يُؤمن مستقبل الانسان ضد الموت والفساد ,ولهذا يسوع قرر أن يكون هو ضامن مستقبل الانسان بذاته .

ولهذا تجسد واتحد بطبيعة الانسان وصارت الطبيعة البشرية متحده بالله اتحادا حقيقياُ لا أنفصال فيه . وهكذا ثبت الله الانسان على الصخرة التى هي طبيعته ,هذا هو مستقبل البشرية المضمون ,ثباتهم على الصخرة والصخرة هي المسيح. وقد شعر داود النبي بروح النبوة هذه الحقيقة والتهب قلبه ونادي على يسوع قائلاُ : لان صخرتي ومعقلي انت.من اجل اسمك تهديني وتقودني. مز 31 : 3 وموسي النبي أيضا شعر بروح النبوة واستشعر مجيئ يسوع في الجسد فطلب من الرب أن يري وجهه ,ولكن زمن التجسد لم يكن قد حان فسمع رد الرب عليه : لا تقدر ان ترى وجهي.لان الانسان لا يراني ويعيش.خر 33 : 20 قلب ابونا موسي النبي يشعر بالروح بالتجسد ومجيئ الرب في الجسد ولهذا طلب رؤية وجه الله ,ولكن لان يسوع الذي هو رباط الصلة بين الله والبشر لم يتجسد بعد لهذا كان رد الله على موسي بأنه مستحيل أن يرى الانسان الله ويعيش بدون يسوع. ولكن صنع الرب مع موسي عمل عجيب يكشف عن مجيئ يسوع صخر الدهور ,ويكشف بالنبوة كيف أن يسوع هو الصخرة التى سوف توضع فيه البشرية ,وعن طريقة يمكن أن تري الله ! ولهذا قال له الله : هوذا عندي مكان.فتقف على الصخرة., ويكون متى اجتاز مجدي اني اضعك في نقرة من الصخرة واسترك بيدي حتى اجتاز. , ثم ارفع يدي فتنظر ورائي.واما وجهي فلا يرى خر 33 : 21 _ 23 وياللعجب الرب يضع اشارة سرية عجيبة للطريقة التى بها يري الانسان الله ويعيش ,فالرب بيده هو الذي وضع موسي على الصخرة ( والصخرة هي المسيح) وبالتحديد وضعه في نقره من الصخرة ثم ستره بيده حتى لايحترق بنار لاهوت الصخرة ,وبيده ايضاُ جعله يرى الله من خلفه وهو يجتاز كل هذا صنعه الله اشارة لمجيئ الصخرة الحقيقية يسوع ,والبشرية قد وضعت فيه بسر الاتحاد الاقنومي بين الطبيعة البشرية والالهية في المسيح وبهذا الاتحاد أمكن لكل أنسان أن يري الله ويسمعه وويلمسه ويعيش به الى الابد : الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة.1يو 1 _ 1 ليس كما رأي موسي الله من الخلف ولم يستطيع تفسير هذه الرؤية ويتمتع بها ,لكن رؤية حقيقة بالعين وليست رؤية وقتيه وتنتهي بمجرد عبور الله كما كان مع موسي ! ولكن بوجودنا في الصخرة يسوع وأتحادنا به صارت لنا رؤية دائمة لله لا تنتهي ولا تتوقف ولا يمكن ان يفصلنا عنها أى شيئ. وباتحادنا بالصخرة يسوع المسيح انقذنا من الموت والفساد فهو منقذ حياتنا من الفساد ,لانه هو الحياة الحقيقية وقد اتحدنا به الى الابد : الرب صخرتي وحصني ومنقذي 2صم 22 : 3 والصخرة التى صرنا فيها يسوع نحن فى سلام وأطمئنان ,فهو الذي يرشدنا الى سبل الحياة وينطق فينا دائما بسلام وتعزية فى جميع ظروف الحياة ,ففى المواقف التى يعجز فيها الكلام عن التعزية ينطق روح الله فينا بتعزية وسلام تفوق الكلام ,ولهذا هو صخرتنا التى يهدينا ويرشدنا : لان صخرتي ومعقلي انت.من اجل اسمك تهديني وتقودني. مز 31 : 3 فعندما تقف جميع الظروف عقبة في طريق الانسان ,يرفع قلبه فيجد يسوع صخرة حياته ,وفيجده ملجاء قوي يكفي أن يجده الانسان فلا يتزعزع حتى مهما تعقدة الامور ولم يكن لها حل ,فيسوع الصخرة الحقيقية هو نهاية جميع الامور فمتى انتهت كل الاشياء يكفي حضور يسوع الشخصي في القلب فلا يتزعزع الانسان : انما هو المسيح صخرتي وخلاصي ملجإي.لا اتزعزع كثيرا مز 62 : 2 كم هي محبة الله العجيبة التى سمعت صراخ الانسان على مر العصور الماضية قائلة : كن لي صخرة ملجأ ادخله دائما.امرت بخلاصي لانك صخرتي وحصني مز 71 : 3 وبالفعل سمع الله للانسان وأرسل ابنه الوحيد وأتحد بالانسان وصار هو صخرة حقيقة للانسان ,وملجأ وصار هذا الاتحاد دائم فصار يسوع صخرة خلاص ابدي ,ينظر اليه الانسان في كل وقت فترتاح نفسه وتطمئن . صار يسوع هو الحصن الحقيقي لكل مضطرب او خائف او حزين يلجأ اليه في أى وضع فيجد فيه خلاصا وسلاماُ. ومتى أشتدت حروب العدو ولم يستطيع الانسان بضعفه أن يرد على شكاية وتعيرات العدو ,يلجأ الى صخرته يسوع ,فيجده يعلمه كيف يرد على المشتكي ويخرس لسانه ,بل ويُقاوم العدو بقوة الصخرة التى قد ثبت فيها ,فالمسيح يُدرب النفس على القتال والانتصار على جميع مكايد العدو : مبارك الرب صخرتي الذي يعلم يدي القتال واصابعي الحرب. مز 144 : 1 فالمسيح هو شبع النفوس الحقيقي ,فأي عطش تمر به النفس لايمكن أن يرويه غير يسوع الصخرة فهو ماء الحياة الذى تشرب منه النفس فتعرف الارتواء الحقيقي وليس المزيف ,تشرب فتستطعم طعم الحياة الحقيقية وكلما شربت منه ,أطمئنت النفس لمستقبلها الاتي ,وسعت للشرب منه أكثر وأكثر : وجميعهم شربوا شرابا واحدا روحيا.لانهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح. 1كو 10 : 4 الحقيقة أن الكنيسة قد بنيت بيد الله الاب علي الصخرة الحقيقية يسوع المسيح: وانا اقول لك ايضا انت بطرس وعلى هذه الصخرة( يسوع المسيح) ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها مت 16 : 18 فالله وهو الحكمة الحقيقية عندما اراد ان يبني كنيستة ,بناها على الصخرة وهو يسوع المسيح ,ولهذا متي جاء السيل عليها لايمكن أن يؤثر فيها ,لان الصخرة التى أختارها الله أعظم من كل سيل او أي قوة في الوجود: فكل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر. , فنزل المطر وجاءت الانهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط.لانه كان مؤسسا على الصخرمت 7 : 24 _ 25 وهكذا نحن لا ننظر الى ضعفنا فيما بعد مهما كان ضعفنا عظيم ,بل بالحري ننظر الى الصخرة التى نحن قد اتحدنا بها ,وكم هي صخرة قوية جدا وعظيمة ,فالعاقل الذى لايلتفت كثيرا الى ضعفاته ويرتبك بها بل ينظر دائما الى الصخرة التى قُطع منها ويقوم فيها ,يلتمس قوتها ويستند على صلابتها . اسمعوا لي ايها التابعون البر الطالبون الرب.انظروا الى الصخر الذي منه قطعتم والى نقرة الجب التي منها حفرتم.اشع 51 : 1 هذا هو صوت الله لنا في هذه الايام الرديئة التى كثر جدا النظر فيها الى أمور ميته ومُزيفة ,ترك فيها الانسان النظر الى يسوع والتفت فيها الكثيرين الى المخلوقات . علماُ بأن جميع المخلوقات لابد أن تنتهي الى العدم ,بل الذي يبقي الى الابد هو شخص يسوع فقط . فصوت الله لنا أن نلتفت الى الصخر يسوع الذي منه قطعتم ننظر اليه هو فقط ولا نلتفت الى أى آخر,هو الحياة هو العزاء هو الشبع الحقيقي لجميع النفوس. كل من ينظر اليه ويُثبت نظره عليه وحده بصدق يربح الحياة الابدية ولا يستطيع الموت أن يقترب منه . كل من جعل يسوع هو الملجأ الحقيقي له ولم ينتظر المعونة من آخر مهما طال الوقت ربح يسوع الذي لايغلبه الموت بل هو الذي قهر الموت وأذله بالحقيقة,يسوع هو صخر الدهور من يثبت فيه لايتزعزع الى الابد. يا صخر الدهور يسوع عيوننا نحوك قلوبنا تتبعك ,نفوسنا متعطشه لك ,كل يوم بل كل ساعة وكل وقت نبحث عنك يا يسوع انت الرجاء الحقيقي الذي صار في قلوبنا اليوم انت الصخرة والملجأ ,حررنا يارب من كل ضعف خاص بطبيعتنا ,أجعلنا لا ننظر ابدا الى ضعفنا الشديد ,بل الى قوتك الدهرية , انت صخرة قوية منذ الازل ولكن عندما أكتمل الزمان صرت أنت الصخرة الازليه صخرتنا التى وُجدنا فيها وأحتمينا فيها . قُطعنا منها وانت اليوم تُطالبنا بقوة أن ننظر اليها هذه الصخرة القوية ونثبت عيوننا ونظرنا فيها وحدها ,لانها صخرة خلاصنا من جميع اوجاعنا ومن جميع ضعفاتنا. فأرجوك أن تعين ضعفنا وتفتح عيوننا لكي نرك صخرة خلاصنا ونرتاح فيك ونثبت فيك وأي تعب أو أي الم أو أي مشاكل من مشاكل هذا العالم ينكسر بقوة على صخرة أيماننا يسوع لك المجد الى الابد أمين





أتى هذا المقال من سلام الى العراق
www.salamtoiraq.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
www.salamtoiraq.com/plugin.php?name=articles&file=article&sid=386