تاريخ التسجيل: Dec 10, 2007 عدد الردود: 51 المكان: Sweden
أرسل في: الأحد ديسمبر 30, 2007 3:01 am عنوان الموضوع: كنيسة الاقيصر بالعراق تنتظر انقاذها ...
قبل 1500 عام اختار مسيحيون اوائل في الشرق ركنا في صحراء في وسط بلاد الرافدين التي اصبحت العراق، لبناء كنيسة الاقيصر التي اتخذت القدس قبلة لها. وبينما يحتفل ملايين المسيحيين بعيد ميلاد يسوع المسيح، بقيت كنيسة الاقيصر الواقعة في ناحية عين تمر (على بعد ستين كيلومترا جنوب غرب مدينة كربلاء مقفرة. ولم يبق من الكنيسة سوى اطلال تحت تأثير العواصف الرملية. لكن عددا من العراقيين ما زالوا مصرين على مواجهة تحديات الزمن وانقاذ ما تبقى من الكنيسة في ذاكرتهم الجماعية.
وقال حسين ياسر احد مسؤولي الاثار في محافظة كربلاء لوكالة فرانس برس، ان "المكان هو كنيسة للعبادة والاقدم على الارجح في المشرق". واضاف "توصلنا عبر ابحاث الى انها قد بنيت قبل 120 عاما من وصول الاسلام الى هذه المنطقة". وكانت هذه المنطقة تضم قبائل مسيحية عند انتشار الاسلام فيها بعد خمسين عاما من ظهوره العام 622 للميلاد. وعلى مر الايام، اصبحت كربلاء التي تضم مرقد الامامين الحسين واخيه العباس نجلي علي بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين، من اهم المواقع الاسلامية. ومع تراجع وجود المسيحيين في هذه المنطقة، غطت رمال الصحراء كنيسة الاقيصر التي انقذتها من عالم النسيان بعثة اكتشاف عراقية للآثار في1970. واشار ياسر الى اسس جدران الكنيسة -- مزيج من الحجارة والطين والرماد -- المبنية بشكل مستطيل طوله 75 مترا وعرضه 15 متر. ويبدو صحن الكنيسة واضحا وكذلك عدد من اقسامها الاخرى. واكد ياسر الذي يعمل في الاثار العراقية منذ 1993 ان "الكنيسة مبنية بشكل تكون قبلتها صوب القدس". وكشفت التنقيبات عن وجود مدفن في قبو تحت الارض خطت على جدرانه كتابات بالسريانية لغة المسيحيين الاوائل. وبسبب الدعم المحدود لعمليات التنقيب من الحكومة العراقية انذاك توقفت عمليات التنقيب بعد ستة اشهر من بدئها. لكن ياسر اكد وهو يشير الى صخور واطلال في المكان ان "مدينة مخبأة هنا"، موضحا ان "اسمها عين تمر وكانت تمثل نقطة التقاء طرق تجارية بين بلاد فارس وشبه الجزيرة العربية والامبراطورية الرومانية".
واضاف مشيرا الى امتداد منخفض في الصحراء "كانت هناك بحيرة واسعة ايضا تمتد الى بحر النجف، وكان الناس يعيشون على صيد السمك". وتقع محافظة النجف التي تضم منطقة بحر النجف على بعد نحو ستين كيلومترا جنوب كربلاء. وتابع الباحث نفسه وهو ينظر الى رمال تحيط ببقايا جدران الكنيسة انه واثق من وجود "منازل واوان وكتب مقدسة" تحت الارض. ولم يعد مؤمن يزور الان كنيسة الاقيصر التي كان المسيحيون الكلدانيون يحيون فيها عيد الميلاد. ومع ذلك، لا يرتدي هذا الجانب اهمية في نظر ياسر اذ يؤكد "انها ذاكرة بلدنا. العراق بلد غني بحضاراته والعراقيين بنوا حضارة". واكد ان "هذه الكنيسة جزء منها ويجب انقاذها". ورغم المخاطر التي تحيط بمنطقة عين تمر ومحيطها وانتشار عصابات مسلحة، يأمل المسؤولون في كربلاء في الحصول على دعم دولي لانقاذ اثارهم من الضياع. بدوره، طالب مدير ناحية عين تمر (محفوظ التميمي) ان "توضع كنيسة الاقيصر على قائمة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو)". واشار الى "انها لا تعود للمسيحيين او المسلمين بل الى كل العالم وعلى العالم ان يساعدنا لانقاذها".
لاتستطيع وضع مواضيع جديدة في هذا المنتدى لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع حذف مواضيعك في هذا المنتدى لاتستطيع التصويت في هذا المنتدى