هل كل الطرق تؤدّي إلى الله ؟
التاريخ: الأربعاء 13 أغسطس 2008
الموضوع:


في أيامنا الحاضرة حيث تكثر الديانات في العالم يتساءل المرء هل يوجد فرق جوهري بين هذه الديانات وهل تؤدّي أي منها إلى الله بطريقة أو بأخرى ؟ وهل يتعامل الله مع شعوب مختلفة بطرق مختلفة وبديانات متعدّدة تقودهم إليه ؟
الكثيرون من الناس ومنهم عدد من المسيحين يؤمنون بهذا المبدأ. فهم يقولون لا يهم أي ديانة تتبع طالما أنّك إنسان متدّيّن تمشي بحسب ما هو مطلوب منك وتراعي قوانين ديانتك. أو ربما يحاججون قائلين: " إنّ الله يقرأ القلوب ويعلم أنّك إنسان جيّد وحسناتك تغلب على سيّئاتك وبالأخص أعمالك الخيريّة ومساعدتك للفقراء والمحتاجين تلقى رضى الله وتجعلك في مرتبة مقبولة أمامه يوم الحساب".



للأسف. إنّ هذا الإعتقاد خاطئ تماما ويتنافى مع تعاليم الكتاب المقدّس . الفرق بين المسيحية والديانات الأخرى هو أنّ تلك الديانات مبنيّة على الإيمان بتعاليم وقوانين وفرائض دينيّة أو دنيويّة تحث الإنسان على تبرير نفسه من خلال إطاعته لتلك الفرائض و قيامه بأعمال "جيّدةّ تحاول أن ترضي الله. أمّا المسيحيّة فهي مبنيّة على الإيمان بشخص الرب يسوع المسيح وما فعله من أجل الإنسان تكفيرا عن خطايا البشر. إنّ كل محاولات الإنسان لإرضاء الله باءت بالفشل "الجميع زاغوا وفسدوا معا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" (رومية 3: 13). الإنسان لا يستطيع أن يرضي الله بمجهوده مهما عمل بل ما يعمله يرضي غروره البشري ويعطيه طمأنينة مزيّفة تقوده للهلاك. والدليل على عجز الإنسان هو أن الله أرسل الرب يسوع المسيح ليموت على خشبة الصليب دافعا بذلك الثمن الذي يرضي عدالة الله وقداسته "الذي لم يعرف خطيّة صار خطيّة من أجلنا لنصير نحن برّ الله فيه"(2كور5: 21).
الرب يسوع قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة. ‎ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6).

كثير من البشر من جنسيّات وعصور مختلفة آمنوا به. كثيرون اضطهدوا واستشهدوا من أجل إيمانهم . فتصوّر للحظة يوم الحساب عندما يقف الجميع أمام عرش الله. هل تعتقد أنّه سينظر للجميع بنفس المنظار بغض النظر عن كونهم طهّروا بدم المسيح أم لا. لو كان الأمر كذلك لكان المسيح جاء إلى الأرض ومات بدون سبب ولكان الإنسان استطاع إرضاء الله بطرق كثيرة . ولكن المسيح عندما قال " أنا هو الطريق والحق والحياة لا أحد ‎أتي إلى الآب إلاّ بي" أراد أن يعلن للجميع أنّه الطريق الوحيد الذي يؤدي لله وأن كل الطرق الأخرى لن تأخذك هناك. وعندما قال "أنا هو الباب.‎إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويجد مرعى" (يوحنا 10: 9) فقد عنى بذلك أن الأبواب الأخرى التي يدخل من خلالها البشر لن تنفعهم ولن تقودهم للمرعى . وربما يتساءل أحدهم قائلا " لا أرى كيف يمكن لإله محب للبشر أن يرسل أحدا لجهنّم؟". ولكن الله لا يريد أن يهلك أحدا لأنه "يريد أنّ الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تيموثاوس 2: 5). لذلك أعدّ طريق الخلاص بنفسه ولكنّه ترك حرّية الاختيار للإنسان إمّا أن يقبل هذا الطريق (الرب يسوع) ويدخل من خلاله أو يرفضه ويتحمّل النتيجة.
للأسف الكثيرين سيرفضون الدخول. لذلك الرب يسوع يحثّهم "ادخلوا من الباب الضيّق. لأنّه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدّي إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه" (متى 7: 13 )

عزيزي القارئ. هل تقبل هذا الطريق الذي أعدّه الله لك . أم تريد طريق آخر يناسبك ؟







أتى هذا المقال من سلام الى العراق
www.salamtoiraq.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
www.salamtoiraq.com/plugin.php?name=articles&file=article&sid=25