منتدى سلام الى العراق


تسجيل الدخول

إسم المستخدم

كلمة المرور

هل ترغب بالتسجيل؟
هل فقدت كلمة المرور؟

شاهد البث الحى





دردشة الموقع




Nobody Chatting



شاهد برنامج ليش و وين الحق


 

موعظة الجمعة العظيمة الأب يوسف اسطيفان البناء 2
في الأربعاء 31 مارس 2010

ترى ماذا فعل هذا الناصري العجيب يوم ارتفع على الصليب؟، فقد صرخ قائلاً: قد أكمل قبل أن يسلم الروح (يو19: 30)، وكان قد نادى الآب السماوي أن يغفر لصالبيه لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون (لو23: 34)، حقاً لقد كانت عيونهم مفتوحة لكنهم لا يبصرون، وبصيرتهم مظلمة لا يدركون، لا يعرفون ماذا يفعلون!!.

في ناموسهم كانوا يحاولون التقرب إلى الله بطقوس وعبادات رسمت لهم من الله على يد النبي موسى في سيناء، لكنهم كانوا يطبقون المظاهر فقط، غير مدركين المعاني والدلالات الروحية والإيمانية لما كانوا يفعلون؛ حتى وهم ينظرون ما حدث على الصليب يوم ارتفع الفادي الحبيب ، يوم أتم ما كانت تشير إليه وترمز طقوسهم وعباداتهم، بقيت بصيرتهم عمياء وعقولهم جامدة ولغتهم خرساء، كانوا لا يدركون. ابن الله المتجسد يسوع المسيح، ارتفع على الصليب، سفك دمه الأقدس على الصليب ، وكما أشار يوحنا المعمدان إلى ذلك بقوله: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يو1: 29)، ارتفع ذبيحة وتقدمة، مكملاً وبكل إتقان ما كان يحاول الناموس الموسوي أن يشير إليه ويرمز له (أي ذبيحة الصليب) ومن خلال أنواع الذبائح والتقدمات المختلفة التي كانت تمارس في العهد القديم بحسب الشريعة، وهي خمس كما وردت في سفر اللاويين: ذبيحة المُحرَقة، ذبيحة الخطية، ذبيحة الإثم، تقدِمَة القربان، وذبيحة السَّلامة. والرب يسوع بارتفاعه على الصليب قدم ذاته ذبيحة حية شملت كل ما كانت تحاول التعبير عنه تلك الأنواع من الذبائح والتقدمات في ناموس العهد القديم، فلنتأمل: 1- ذبيحة المحرقة: كانت أولى الذبائح بحسب الناموس الموسوي التي تقدم لله، وهي تقدمة للرضا أمام الرب (لا1: 3)، ويسميها الكتاب محرقة وقود، رائحة سرور للرب (لا1: 9)، وتعبّر هذه الذبيحة عن الطاعة لله، ليكون الله راضياً ومسروراً بعباده وصنعة يديه، وإذ يرضى الرب على الإنسان من خلال هذه الذبيحة، يصبح من حق الإنسان أن يقدم بقية الذبائح، فلولا رضا الرب على الإنسان، لما غفرت الخطايا والآثام، ولما كان نصيب للإنسان بالإشتراك مع الذبيحة الحية التي تعبر عنها هذه الذبائح، ولما تمتع الإنسان بالسلام مع الله. الرب يسوع قرّب ذاته ذبيحة محرقة لله عن البشرية كلها، فقد عمل خلال وجوده على الأرض بالجسد مشيئة الآب السماوي (يو6: 38)، وأطاع الآب وصولاً إلى أنه أطاع حتى الموت، موت الصليب (في2: 8)، وقام بذلك عن رضا وقبول ذاتي قائلاً: (لهذا يحبّني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً، ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، يو10: 17 و 18)، وبهذه الطاعة من الإبن للآب، وبهذه المحبة من الآب للإبن، بذبيحة المحرقة على الصليب، يرضى الله عن الإنسان ويسر به، فقد جاء يسوع إلى العالم متجسداً محبةً بالعالم ومن أجل العالم كما قال: (أتيت لتكون لهم حياة، وليكون لهم أفضل، يو10: 10). هذه الطاعة الرهيبة والعجيبة التي التزم بها الإبن تجاه الآب على الصليب، إذ أكمل مشيئة الآب قائلاً: (يا أبتاه .... لتكن لا إرادتي بل إرادتك، لو22: 42) مع أنه هو والآب واحد (يو10: 30)، كانت موضع رضا ومسرة للآب السماوي تجاه البشرية كلها، وهكذا فتح الباب ليقبل الله بقية التقدمات والذبائح عن البشرية أيضا بشخص يسوع المسيح المصلوب. 2- ذبيحة الخطية: (لا4: 3)، هذه الذبيحة كانت تقدم في الناموس الموسوي للتخلص من الخطايا التي يرتكِبُها الإنسان تجاه أخيه الإنسان، وفيها يضع من يقدم الذبيحة يده عليها ويعترف بخطاياه، فتنتقل خطاياه إلى الذبيحة وتساق الذبيحة للموت عوضا عنه. وهذا ما قام به الرب يسوع حمل الله الذي حمل خطايا البشرية كلها مرتفعا ذبيحة خطية على الصليب كما أوضح الرسول بطرس بقوله: (الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر، 1بط2: 22)؛ وهكذا البار الذي لا يعرف خطية حمل خطايانا وصار خطية لأجلنا (2كو5: 21)، ومات على الصليب لتغفر خطايانا، مات عنا ليحيينا، راضيا بهذه الكأس المرة التي أرادها أن تعبر عنه لكن بمشيئة الآب (مت26: 39)، لأن الإبن يعرف أن الآب لا يرضى بالخطية بل يحجب وجهه عنها، وهذا ما جعل الإبن على الصليب يصرخ إلى الآب السماوي: إلهي إلهي لماذا تركتني (مت27: 46)؛ وكأني بالإبن القدوس يصرخ إلى الآب القدوس قائلاً: يا ابتاه لقد حملت خطايا الجنس البشري كلها لأموت هذه الميتة على الصليب، كي أكون ذبيحة خطية عن البشرية، لغفران الخطايا. 3- ذبيحة الإثم: (لا5: 15)، ذبيحة الإثم هي الذبيحة التي كانت تقدم بحسب الشريعة الموسوية كفارة عن خطية الإنسان المباشرة تجاه الله، أي الخطية تجاه أقداس الله وخيانة بيت الله وإهانة اسمه القدوس، ولكونها موجهة ضد الله مباشرة فقد أفرز لها الناموس طقساً خاصاً هو ذبيحة الإثم. وهذه الذبيحة أيضاً أتمها الرب يسوع على الصليب، إذ صار هو ذبيحة إثم عوضا عن البشرية التي أخطأت بحق الله وأفسدت علاقتها بالله، وقد أشار إلى ذلك الوحي الإلهي على لسان النبي إشعيا قائلاً: (أما الرب فسرّ أن يسحقه بالحُزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثمٍ يرى نسلاً تطول أيامه ومسرّة الربّ بيده تنجح، إش53: 10)، فالسيد المسيح بتقديم نفسه ذبيحة إثم على الصليب، صالح البشرية مع الله، وأعاد العلاقة بين الله والإنسان، ولم يعد يحسب على الإنسان إثم ممّا اقترف ضد أقداس الله. 4- تقدِمَة القربان: (لا2: 1) تتميز هذه التقدمة بحسب الناموس أنها تشير تماماً إلى طبيعة السيد المسيح، الإله المتجسد، فالدقيق يشير إلى جسد المسيح، والزيت يشير إلى الروح القدس الذي جبل منه الجسد في أحشاء العذراء، والذي حل على الرب يوم عماده في نهر الأردن، واللبان يشير إلى الصلاة والخدمة والعمل والجهاد، ما أتمه الرب يسوع على الأرض، والنار لاختبار الآلام الجسدية حتى الصليب، والملح إشارة لعدم الفساد لجسد المسيح المائت. وهذه التقدمة كانت ترمز إلى المسؤوليات الجسيمة والخطيرة التي أتمها الرب بالجسد على الأرض حتى ارتفاعه على الصليب، ونراها واضحة في حياة الرب حيث تعب وعانى وجاع وعطش وبكى وجلد، وصولا إلى ارتفاعه على الصليب، ومعاناته وآلامه الجسدية، وموته وقيامته دون أن يمس جسده فسادٌ (لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، لن تدع تقيّك يرى فساداً، مز16: 10)، فقد قرّب بذلك ذاته تقدمة قربان على الصليب، مكملاً وجهاً آخر من أوجه الصليب التي كانت تعبر عنها ذبائح العهد القديم. 5- ذبيحة السلامة: (لا3: 1)، وفي هذه الذبيحة إشارة إلى سفك دم الرب يسوع على الصليب وتقديمه جسده ودمه عربون حياة للمؤمنين كهبة سلام للبشرية، حيث الكاهن يرش دم الذبيحة على المذبح، ومن حق الشعب أن يأكل فقط من هذه الذبيحة وليس من غيرها من الذبائح والتقدمات التي ذكرناها، إشارة إلى يسوع المسيح الذي قدم ذاته ذبيحة سلامة على الصليب فسفك دمه الأقدس، ليحق للمؤمنين ومن خلال حق تناول جسد ودم الرب يسوع اللذين منحهما للمؤمنين عربون حياة، الإشتراك في نيل السلام الأبدي مع المسيح. هكذا أيها المؤمنون أكمل الرب يسوع أوجه الصليب الخمسة التي كانت تشير إليها أنواع الذبائح والتقدمات في العهد القديم، إذ صار هو ذبيحة الصليب الحية، وهكذا المؤمن المسيحي في العهد الجديد يشترك مع يسوع في ذبيحة الصليب، لينعم بما أكمله الفادي على الصليب فيصرخ مع الرسول بولس: (مع المسيح صلبت فأحيا، لا أنا بل المسيح يحيا فيّ، غل2: 20)،إذ أصبح المؤمن يتقدم أولاً إلى الله في طاعة كاملة وإرادة صادقة، واضعاً نصب عينيه طاعة الصليب، ليكون أهلاً أن ينال رضا الرب ومسرته كي يتمتع ومن خلال ما أتمه الرب يسوع من أوجه أخرى للصليب بالنعم الإلهية فينال المؤمن غفران الخطايا والآثام، والشركة في سلام مع الرب. وهكذا ارتفع الصليب بيسوع المسيح الذي ارتفع عليه، راية لأجل الحق، محققاً كل ما حاولت ذبائح العهد القديم أن تعبر عنه، فكان خلاصاً للبشرية، وهذا ما أعلنه المرنم الإلهي بقوله: (أعطيت خائفيك راية ترفع لأجل الحق، لكي ينجو أحباؤك، مز60: 4). وقبل أن نتأمل استحقاقات راية الحق في المؤمنين نرتل معا: أقبل الفادي لكيما يفتدينا بالصليب.
 
أكثر مقال قراءة عن :
هل عمل السحر مجاز في الديانة المسيحية؟ وما هي نظر الديانة المسيحية إلى السحر.


المعدل: 0  تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:


 صفحة للطباعة صفحة للطباعة  أرسل هذا المقال لصديق أرسل هذا المقال لصديق

"موعظة الجمعة العظيمة الأب يوسف اسطيفان البناء 2" | دخول/تسجيل عضو | 0 تعليقات
التعليقات مملوكة لأصحابها. نحن غير مسؤلون عن محتواها.

التعليق غير مسموح للضيوف, الرجاء التسجيل
 
الاراء الموجودة بالموقع لا تعبر بالضرورة عن رأى الموقع لانها تعبر عن أصحابها فقط
إنشاء الصفحة: 0.02 ثانية