الحياة الافضل - العلاقة بالله بالايمان وليس بالاعمال
التاريخ: الأثنين 03 ديسمبر 2007
الموضوع:


يحث الكتاب المقدس المؤمنين على القيام بأعمال الصلاح والبر لأنها تتفق مع طبيعة الله الصالحة البارزة، إذ يقول "الرب إلهنا بار في كل أعماله" (سفر دانيال 9: 14) ولذلك فهو "يحب البر" (مزمور 33: 5)




يحث الكتاب المقدس المؤمنين على القيام بأعمال الصلاح والبر لأنها تتفق مع طبيعة الله الصالحة البارزة، إذ يقول "الرب إلهنا بار في كل أعماله" (سفر دانيال 9: 14) ولذلك فهو "يحب البر" (مزمور 33: 5)

كما أن أعمالنا الصالحة تتفق مع قصده لحياتنا وتمجد الله. قال المسيح: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (متى 5: 16) كما إن ترك البر وأعماله والجري وراء الخطايا يحط من قيمة الإنسان ويؤثر سلبا على الأفراد والشعوب. يقول سليمان: "البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية" (أمثال 14: 34). وسيحتمل الإنسان نتائج توجهاته سواء كان ذلك في طريق البر أو الشر "بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون" (حزقيال 18: 20 ). لكن الكتاب المقدس يعلم بكل وضوح انه لا قيمة للأعمال الصالحة من جهة الخلاص. فهو يصف أعمال البر المتوهمة بأنها خرق بالية ويقول "واضحت كل اعمال برنا كثوب قذر" (إشعياء 64: 6). ولهذا يقول الله صراحة: "لا يستطيع ما هي هذه الحياة الأفضل؟ هل نستطيع الحصول عليها بالإيمان أم بالأعمال؟ ماذا تعنى عبارة الحياة الأفضل في كلمة الله؟

البار ان يحيا ببره" (حزقيال 33: 12)- التوراة أي العهد القديم. كما قال السيد المسيح: "ماذا يقدّم الإنسان فداء عن نفسه؟" (متى 16: 26). فالإنسان مغلول اليدين بالخطية ولذلك لا يمكن أن يتوقع منه الله أن يفعل شيئًا صالحًا لنفسه أو لله وكل ما يستطيع أن يفعله هو أن يطلب إلى الله أن يحرره ويخلصه من قيوده.

سبب ولادة الإنسان بطبيعة تميل إلى الخطيئة: بناء على قانون الوراثة لا يمكن لكائن أن يلد آخر مغايرًا له، كما يقول علماء الأحياء وعلى رأسهم ماندل. فالخنزيرة (مثلاً) لا يمكن أن تلد حملا، والشوك لا يمكن أن ينتج عنبًا. وبما أن آدم الذي ولد منه البشر جميعًا كان قد فقد بعصيانه حياة الاستقامة التي خلقه الله عليها وأصبح خاطئًا قبل أن ينجب نسلاً إذا كان أمرًا بديهيًا أن يولد أبناءه جميعًا خطاة بطبيعته نظيره، لأننا مهما جلنا بأبصارنا في الكون لا نجد لسنة الله تبديلاً أو تحويلاً. ولذلك قال الوحي: "دخلت الخطيئة الى العالم على يد إنسان واحد" (رومية 5: 12) وقد شهد داود النبي بهذه الحقيقة من قبل فقال عن نفسه: "ها إني بالاثم قد ولدت وفي الخطيئة حبلت بي أمي." (مزمور 51: 5). وقد أدرك هذه الحقيقة كثير من الفلاسفة والعلماء، فقال هكسلي: "هناك أصل للشر في الطبيعة البشرية، مما يدل على أن قصة السقوط (أي سقوط آدم في الخطيئة) صحيحة."

مبدأ الخلاص عن طريق الأعمال الصالحة: هذا المبدأ مبني على عدة تصورات ومفاهيم خاطئة منها:

1- يفترض هذا المبدأ أن الإنسان صالح وحر في القيام بالأعمال الصالحة وقادر على ذلك، بينما هو في واقع الأمر مقيد بالخطية ومستعبد لها. فطبيعة الخطية تولد معه وتجعله يميل للشر، وهذا ما عناه داود حين قال: "ها إني بالاثم قد ولدت وفي الخطيئة حبلت بي أمي." (مزمور51: 5). فالإنسان ليس صالحًا حتى يستطيع أن يفعل الصلاح ويقول الكتاب المقدس: "ليس إنسان بار، ولا واحد. ليس من يدرك. ليس من يبحث عن الله. جميع الناس قد ضلّوا وصاروا كلهم بلا نفع. ليس من يمارس الصلاح، لا ولا واحد"(رومية 3: 10،11). فما دام الإنسان مولود بالخطية لأنه ورثها عن آدم أي بتعبير اسهل مسكونًا بالخطية فإنها توجهه وتسوده، وهو يعبر عن عبوديته لها بطاعته وخضوعه. وهذا ما قصد إليه السيد المسيح بقوله: "إن من يرتكب الخطيئة يكون عبدًا لها" (يوحنا 8: 34). فالإنسان ذو طبيعة خاطئة، سواء عبر عنها بسلوك معين أم لا، لأن الخطية الساكنة موجودة ولا بد أن تعبر عن نفسها بطريقة ما، بطريقة منظورة أو غير منظورة ومهما طال الزمن، فالإناء ينضح بما فيه.

2- يفترض هذا المبدأ وجود قيمة عالية للعمل الصالح بحيث يستطيع أن يحقق هدفًا مزدوجًا، دفع ثمن الخطايا التي نرتكبها في حق الله لتعويضه عنها ودفع ثمن الحياة الأبدية. لا يمكن مساواة الخطايا بالأعمال الصالحة، ولا يعلّم الكتاب المقدس أن لدى الله ميزانا يضع في إحدى كفتيه الأعمال الصالحة وفي الأخرى الأعمال السيئة أي الخطايا. إن نظام الموازنة بين أعمال الإنسان الصالحة وخطاياه غير معمول به على الأرض لأنه غير مقبول، فكيف يكون مقبولا في السماء؟ لنفترض أن مواطنًا خالف نظام السير فقطع الإشارة الضوئية الحمراء، فهل يبرئه القاضي من التهمة الموجهة إليه أو يعتبرها ملغاة وليست ذات قيمة إذا احتج المواطن بأنه قام بأعمال صالحة ستكفي للتكفير عن جريمته؟ حتى ولو افترضنا بأن هذا الشخص أعلن توبته واستعداده لعمل المزيد من الأعمال الصالحة ولمس القاضي صدقه وإخلاصه، فهل سيؤثر هذا على قراره بالحكم عليه بسبب الجريمة التي اقترفها؟ اعتقد أن الجواب المنطقي هو لا، لأن الأعمال الصالحة لا تلغي العدل. ولعل مرجع هذه الفكرة هو إلى عدم إدراك القائلين بها لخطورة الخطية وضررها. فخطايانا عظيمة لأنها موجهة ضد الله العظيم، وهى إهانة لله الذي لا يمكن استقصاء قدرته، ولهذا فإن عقابها يكون عظيمًا بلا حد. ولهذا يقول الكتاب المقدس: "لأن أجرة الخطيئة هي الموت" (رومية6: 23)، والموت يعني هنا الانفصال الأبدي عن الله ورحمته واختبار عذاب لا نهاية له في جهنم. وإذا كان عقاب الخطية الواحدة لو صح لنا أن ننظر للخطايا كفعل فردي هو العذاب الأبدي في جهنم، فأي أمل أو رجاء يوجد لمن يرتكب آلاف الخطايا؟ إن محاولة الإنسان تسديد ما عليه من ديون الخطايا عن طريق الأعمال الصالحة كالحرث في الصحراء لأن كمية الدّين المطلوب منه تزداد مع مرور الأيام. وانه لمن الجدير بالذكر أن آدم لم يطرد من الفردوس لقلة الأعمال الصالحة التي عملها حتى نتمكن من تصور إمكانية رجوعه ورجوعنا معه إليها عن طريق عمل المزيد منها. لقد ارتكب آدم خطية "واحدة" من حيث العدد عندما عصى وأخطأ إلى الله القدوس، ولكنها كانت كافية لطرده من حضرة الله. فلو كان الأمر متعلقًا بالأعمال الصالحة لأبقى الله آدم في الفردوس وطلب إليه أن يعوض عن خطيته بالأعمال الصالحة، ولكنه لم يفعل لأن آدم لم يقم بتصرف خارجي يمكن محو آثاره بتصرف آخر من قبله. فالروح الذي نفخه الله فيه يوم خلقه قد انطفأ وانتقل إليه الموت الروحي فأصبح منفصلا عن الله. وكان هذا ما حذره منه الله حين طلب إليه ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر قائلا: "لأنك حين تأكل منها حتمًا تموت" (التكوين 2: 17). هكذا اصبح آدم في حالة لا تحتملها قداسة الله فكان لا بد من طرده، بذلك لا يمكن أن يعود إنسان إلى حضرة الله إلا عندما تعود إليه الحياة الروحية من جديد عندما يسكن الروح القدس داخله ويعطيه طبيعة جديدة لحظة الإيمان بالسيد المسيح. هذا ما حاول السيد المسيح أن يفهمه لإنسان اسمه نيقوديموس- هذا كان معلم للتوراة وفي ذلك الوقت يعتبر هذا المركز مرموقًا جدًا ذا نفوذ عال. جاء نيقوديموس إلى يسوع ليلاً قائلاً له: "يا معلم، نعلم انك جئت من الله معلمًا لأنه لا يقدر أحد أن يعمل ما تعمل من آيات إلا إذا كان الله معه." فأجاب يسوع وقال: "الحق الحق اقول لك لا احد يمكنه ان يرى ملكوت الله إلا إذا ولد من جديد،" فقال له نيقوديموس: "كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو كبير السن؟ ألعلّه يستطيع أن يدخل بطن أمه ثانية ثم يولد؟" أجاب يسوع: "الحق الحق اقول لك لا يمكن ان يدخل احد ملكوت الله إلا إذا ولد من الماء والروح. فالمولود من الجسد هو جسد والمولود من الروح هو روح. فلا تتعجب إذا قلت لك إنكم بحاجة الى الولادة من جديد" (بشارة يوحنا 3) وهكذا نجد أن يسوع حدثه عن شروط الدخول إلى ملكوت الله وضرورة الولادة الثانية أو الولادة من فوق أو الولادة من الروح (وأيضا يعبر عنها بالإنسان العتيق إلى الإنسان الجديد). وهذا هو ما يؤهل الإنسان- دون أي شئ أو عامل أخر - للمثول في حضرة الله. ومن الجدير بالذكر أن الله لم يوافق على الطريقة التي حاول بها آدم وحواء علاج خطيتهما، فيقول الكتاب المقدس: "فانفتحت للحال أعينهما وأدركا وعلما انهما عريانان فخاطا لأنفسهما مآزر من أوراق التين" (التكوين 3: 7) ويضيف: "وكسا الرب الإله آدم وزوجته رداءين من جلد صنعهما لهما" (تكوين 3: 21). لم يكن ما صنعاه بنفسيهما كافيًا، فتدخل الله وصنع أقمصة من جلد وهذا يشير إلى ضرورة وجود ذبيحة ليكفر عن الخطية. اما بالنسبة لدفع ثمن الحياة الأبدية لله، فالإنسان مفلس غير قادر على شراء شيء وخاصة إن ما يريد شراءه هو حياته الأبدية. وما الحياة الأبدية إلا يسوع المسيح نفسه: "هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية" (رسالة يوحنا الأولى 5: 20) لكن الحياة الأبدية التي لا نملك شراءها بأي ثمن مقدمة لنا مجانا بالأيمان: "لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16). إذًا فالخطايا التي نرتكبها ضد الله القدوس اعظم من أن يكفر عنها أي عدد من الأعمال الصالحة، كما أن الحياة الأبدية أثمن بكثير من أن ندفع فيها أي ثمن، وان أي ادعاء عكس ذلك يظهر جهلاً فاضحًا بقداسة الله وطبيعة الخطية والحياة الأبدية.

3-يفترض هذا المبدأ أيضًا حاجة الله لأعمالنا الصالحة من صلاة وصوم وما شابه ذلك، وإلا لما كان هناك داعٍ أن تكون لها أجرة ومكافأة. فهل يزداد الله غنى بما نفعله؟ لكن كما أن خطايانا لا تقل من قدر الله ولاهوته فإن أعمالنا الصالحة لا تضيف إليه شيئا. قال أيوب: "إن أثمت فماذا يؤثر هذا فيه؟ وإن كثّرت خطاياك فأي شيء يلحق به؟ وإن كنت بارًا فماذا تعطيه؟ أو ماذا يأخذ من يدك؟" (أيوب 35: 6) كما قال الله لمن يعتقدون بأنهم يتفضلون عليه بصيامهم: حين كنتم تصومون وتنوحون….هل كان صيامكم حقًا لي؟ وحين تأكلون وتشربون ألم يكن ذلك لإشباع نهمكم وإرواء أنفسكم؟" (زكريا 7) وإن كنا نظن بأننا فعلا نضيف إلى الله شيئًا بأعمالنا، فإنها تصبح خطايا تحتاج إلى غفران. وهل يعطي من لا يملك لمن ملك، ومن يحتاج لمن لا يحتاج؟

4- يعطي هذا المبدأ أيضا صورة مشوهة عن الله الذي أظهره لنا المسيح أبًا سماويًا محبًا، إذ يعتبره إلهًا يتجاهل قداسته ومطالبها ومستعدًا أن يتخلى عنها مقابل بعض الأعمال الصالحة. وهو يسمح بالإكثار من الخطايا ما دام هنالك المزيد من الأعمال الصالحة التي يمكن أن توازنها. وهذا يلغي كل دور لله في الخلاص فلا يوجد هناك محبة أو فضل أو نعمة أو رحمة لأن الإنسان لن يعود يحتاجها ما دام يحصل على ما يريد بقوته وجهوده الشخصية. وهذا يفتح المجال واسعاً أمام الإنسان للافتخار، ليس على أخيه الإنسان فقط وإنما على الله أيضا. فهو ينظر إلى أعمال أخيه التي لا تجاري أعماله فيحس بثقة زائدة في نفسه وينظر إلى نفسه على انه متفضل على الله بأعماله الصالحة التي أوصلته إلى النعيم، فينزع كل مجد من الله ويعطيه لنفسه. يقول الله: "لا أعطي مجدي لآخر" (إشعياء 42: 8)- فحين لا يرى الإنسان إلا أعماله وأفضاله وأياديه البيضاء ورحمته وفضله فإنه سيقضي بقية عمره على الأرض والأبدية في السماء يسبح بحمد نفسه ويتغنى بمنجزاته بدلا من الترنم بجمال الله وكماله ونعمته ورحمته، لأنه لم ير هذه الصفات تعمل في حياته. فإذا كانت صورة الإنسان عن الله مشوهة فلا بد أن تنعكس هذه الصورة على تفكيره في كيفية الوصول إليه ولا بد أن تكون هذه الكيفية خاطئة بالضرورة. فإذا نظر إلى الله كسيد جبار متسلط على عبيده فإنه سيقوم بالأعمال المطلوبة إليه بلا محبة ولا أية عواطف وسيكون الخوف والإحساس بالواجب دافع كل فعل، لأنه لا توجد أية علاقة شخصية حميمة بينهما. قال السيد المسيح: "لا اسميكم عبيدًا بعد لأن العبد لا يطلعه سيده على ما يفعله. ولكني قد سميتكم احباء." ( يوحنا 15: 15). فحتى يكون العمل الصالح مقبولا، يجب أن يكون خالصا له دون أن تكون له غايات ودوافع أخرى. فهناك من يجاهر بأعماله طلبًا بإعجاب الناس وتقديرهم، وإذا كان يريد مجدًا من الناس فقد يحصل عليه ولكن عليه أن يعرف انه لا علاقة لله بعمله. قال المسيح: "فإذا تصدقت على أحد فلا تنفخ أمامك في البوق كما يفعل المراؤون في المجامع والشوارع ليمدحهم الناس. الحق اقول لكم انهم قد نالوا مكافأتهم. أما انت فعندما تتصدق على احد فلا تدع يدك اليسرى تعرف ما تفعله اليمنى" (متى6 :2) ولعل أفضل مقياس للعمل الصالح هو أن لا تحس بأنك حققت شيئا حين صنعته. قال المسيح: "هكذا أنتم أيضًا عندما تعملون كل ما تؤمرون به قولوا: إنما نحن عبيد غير نافعين، قد عملنا ما كان واجبًا علينا." (لوقا 17: 10). فالمؤمن الذي يحب سيده لا يسجل نقاطًا جديدة عليه بعد كل عمل يقوم به، ولكنه يظل يحس بأنه مديون له ومحصور بمحبته ويسعى لمزيد من التعبير عن هذه المحبة ، فالإيمان ينتج الأعمال الصالحة لكن الأعمال الصالحة لا تنتج إيمانًا.

كما أن هناك من يقوم بأعمال صالحة للتخفيف من عقدة الذنب التي تسيطر عليه فهو يريد إسكات تأنيب ضميره له على خطاياه من خلال الأعمال الصالحة. لا يمكن أن يكون للأعمال الصالحة أية قيمة أبدية لأنها محدودة. فهي محدودة بطبيعة الشخص الخاطئ الذي يقوم بها، كما أنها محدودة من حيث مدتها ونطاقها وآثارها فهي سريعة الزوال. وهى تختلف في ذلك عن "البر الأبدي" الذي هو المسيح الذي يقول عنه الكتاب المقدس: "الرب برنا" (ارميا 23: 6). كما أن الأعمال الصالحة نسبية تختلف باختلاف الناس وثقافتهم وحضارتهم ومعتقداتهم. فما تعتقده عملاً صالحًا يمكن أن يكون إثمًا عظيمًا لدى شخص آخر. فالمؤمن مثلاً يعتقد بأن أفضل شئ يمكن أن يقدمه لشخص هو أن يخبره عن المسيح وخلاصه بينما قد يعتقد هذا الشخص بأن قتل المؤمن عمل صالح ومرضٍ لدى الله! قال المسيح: "بل سيأتي وقت يظن فيه من يقتلكم أنه يؤدي خدمة لله." (يوحنا 16: 2) وتختلف إمكانات الناس على القيام بالأعمال الصالحة باختلاف الوضع المالي لكل منهم واختلاف العمر والفرص المتاحة. فللغني قدرة اكبر على القيام بأعمال الخير من الفقير، وللشباب فترة زمنية أطول للقيام بها من العجوز، وللإنسان الذي يعيش بين الناس فرص اكبر من ذلك الذي يعيش، لظروف خاصة به، وحده. وليس في هذا عدل ولا فيه أي ضمان. فهل تفيد الأعمال الصالحة عجوزًا عاش حياته كلها في الشر وقرر أن يلجأ للأعمال الصالحة قبيل وفاته بمدة قصيرة؟ ومهما قام الإنسان بأعمال صالحة فسيظل هناك شك يحوم حولها لأنه كان بإمكانه قطعًا أن يقوم بالمزيد منها أو أن يقوم بها بطريقة أفضل. فلماذا لم يفعل ذلك؟ والنتيجة المنطقية هي انه لو كان الخلاص متوقفًا على أعمال الإنسان الصالحة لكان له الحق كل الحق في الشك في الحصول عليه. اما إذا كان أساس الخلاص هو عمل الله فإنه لا يمكن أن يتطرق شك إليه. فالمسيح هو الوحيد الذي "وهو لذلك قادر دائمًا أن يحقق الخلاص الكامل للذين يتقربون به الى الله." (عبرانيين 7: 25). إن مبدأ الإيمان بالخلاص عن طريق الأعمال الصالحة ليس في مصلحة الإنسان بل هو ضده، لأننا لا نستطيع القيام بكل أعمال الناموس (أي وصايا الله ) التي يطالب الله بها. فكل من يريد أن يعيش تحت الناموس يجب عليه إطاعته كله إذ يقول الكتاب المقدس: "فأنتم تعرفون أن من يطيع جميع الوصايا الواردة في الشريعة ويخالف واحدة منها فقط يصير مذنبًا، تمامًا كالذي يخالف الوصايا كلها." (يعقوب 2: 10) وهذا يعني صراحة أن كل من يكسر إحدى وصايا الله يستحق غضب الله ودينونته العادلة. لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك "لأن الجميع قد أخطأوا وهم عاجزون عن بلوغ ما يمجد الله." (رومية 3: 23). فإذا كان الإنسان مصرا على الحصول على مكافأة أو أجر فسيحصل على أجرة كسره للناموس أي أجرة خطيته. ويقول الكتاب المقدس: "لأن أجرة الخطيئة هي الموت" (رومية 6: 23). إن من يطلب الأجرة إذا فإنما يطلب دينونة الله وعدله وحكمه وعقابه على خطاياه ويجدر به أن يطلب بدلا من ذلك الرحمة. ففي الرحمة مصلحتنا وفي العدل هلاكنا.

أما الذين يصرون على مبدأ الخلاص بالأعمال فإننا ننصحهم بان يواجهوا أنفسهم ويفحصوها ويحاولوا أن يعددوا هذه الأعمال ويضعوها تحت المجهر لكي يروا إن كانت تستحق فعلاً أن تسمى "أعمالا صالحة" أو إن كانت تؤهّلهم للخلاص. يعلم الكتاب المقدس أن الخلاص بالنعمة بالإيمان. يقول الكتاب المقدس: "فإنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وهذا ليس منكم. إنه هبة من الله لا على اساس الاعمال حتى لا يفتخر أحد"(أفسس 2: 8، 9) إن الخلاص الذي يقدمه إلينا المسيح مجاني لأننا لم ندفع شيئا مقابله، ولكنه ثمين جدا لأنه دفع فيه حياته. ما أغلاها من هدية! وكل من يرفضها سيعاقب بالهلاك الأبدي لأن: "فالذي يؤمن به (أي بالمسيح) لا يدان، أما الذي لا يؤمن به فقد صدر عليه حكم الدينونة." (يوحنا 3: 18) ويقول الكتاب المقدس: "كم يكون أشد كثيرًا ذلك العقاب الذي يستحقه من يدوس ابن الله… وبذلك يهين روح النعمة" (العبرانيين 10: 29). ولقد علّم المسيح بان أول عمل صالح يقبله الله من الإنسان هو الأيمان به. لذا سؤل يسوع: "ماذا نفعل لنعمل ما يطلبه الله؟" فأجاب يسوع وقال لهم: "العمل الذي يطلبه الله هو ان تؤمنوا بمن ارسله."(يوحنا 6: 28،29). والإيمان بالمسيح يتضمن تطهيرا لخطايا المؤمن وسكنى الروح القدس فيه وولادة روحية جديدة: "فإنه إذا كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة. إن الأشياء العتيقة قد زالت. وها كل شيء قد صار جديدا "(كورنثوس الثانية 5: 17).

وبالنتيجة إذا قبل الإنسان عمل المسيح فإن أعماله تكون مقبولة كذلك، وإذا رفضه فإن أعماله ترفض كذلك. تخيل مباراة حامية في كرة القدم فيتحمس أحد المتفرجين ويدخل الملعب ويأخذ الكرة ويسجل هدفًا. ماذا سيكون موقف الحكم واللاعبين والمتفرجين الآخرين منه؟ ماذا سيفعل رجال الأمن الذين يراقبون المباراة؟ هل نعتقد أن الحكم سيحتسب الهدف الذي سجله هذا المتفرج الدخيل الذي ليست له صفة اللاعب؟ حين نأتي إلى الله، فإننا نأتي إليه كما نحن بكل فسادنا وشرنا. نأتي كما أتى الابن الضال الذي لم يكن يملك شيئا إلا الملابس القذرة التي تغطي جسده والروائح النتنة التي تفوح منه. ولكن محبة أبيه ونعمته ورحمته هي التي جذبته وانتظرته واحتملته واستقبلته ونظفته وجملته ورفّعت قدره. ولم يطلب إليه أبوه أن يقوم بأي عمل صالح ولم يستقبله أصلا على أساسه ولكن بكل الحب فتح يديه لكي يستقبله قائلا: "ولكن من الصواب ان نفرح ونبتهج، لأن أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالاًّ فوجد." (لوقا 15: 11 - 32)

يروي لنا الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل الإصحاح العاشر قصة كرنيليو - وهو قائد في الجيش الإيطالي في ذلك الوقت: "وكان تقيًا يخاف الله، هو وأهل بيته جميعًا، يتصدق على الشعب كثيرًا ويصلي الى الله دائمًا" وكان مشهودًا له من كل الأمة انه رجل بار وخائف الله ..ثم يؤكد الملاك لكرنيليوس في رؤيا بأن صلواته وصدقاته صعدت تذكارًا أمام الله، ولكنه سأله أن يرسل في طلب بطرس، وهو أحد تلاميذ المسيح، ليكلمه عن الإيمان بيسوع ويقول له الملاك: "وهو يكلمك كلامًا به تخلص أنت وأهل بيتك جميعًا" (أعمال الرسل 14:11 ). هذه الحادثة برهان صريح على أن التديّن والبر الذاتي والعمل الصالح لا يمكن أن يكونا بديلين للولادة الجديدة التي تأتي عن طريق الإيمان بيسوع. فالله تهمّه الطبيعة الجديدة اكثر بكثير مما تهمه الأخلاق الفردية، لكن مشكلة الإنسان تكمن في انه يثق في ما يفعله هو، لا في ما يفعله غيره ولو كان الله.

تعلّمنا هاتان القصتان (قصة الابن الضال وقصة كرنيليوس) بأنه لا يوجد إنسان مهما بلغ من الشر تعجز نعمة الله عن تخليصه ولا يوجد إنسان مهما بلغ من البر والتقوى والتدين لا يحتاج إلى خلاص المسيح. إن الأعمال الصالحة المقبولة، في نظر الله، هي تلك التي تكون ثمرة لإيماننا به ومحبتنا له - أي الإيمان بالمسيح المخلص الوحيد الذي أتى وصلب وكفّر عن خطايانا. فإذا كان إيماننا حيًا قويًا فلا بد أن يعبر عن نفسه من خلال الأعمال الصالحة التلقائية التي تعبر عن الشكر والامتنان لله. وهذا ما يقوله الكتاب المقدس في رسالة يعقوب الإصحاح الثاني: "كذلك يكون الإيمان ميتًا إذا لم ترافقه الأعمال." علينا أن ندرك أن الأعمال الصالحة لها قيمة عند الله بعد الإيمان إذ لا يعقل أن نتصور شخصا مؤمنا يرفض القيام بأعمال صالحة بحجة أنها غير ضرورية للخلاص، لان ذلك يبرهن أن علاقته مع كلّ من الله وأخيه الإنسان ليست سليمة. يريدنا الله أن نقوم بالأعمال الصالحة، ولكننا لسنا أحرارًا في اختيار ما نريد القيام به منها. لقد اعد الله للإنسان سلفًا الأعمال الصالحة التي يريده القيام بها وتقول كلمة الله في رسالة أفسس الإصحاح الثاني: "فإنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وهذا ليس منكم. إنه هبة من الله، لا على أساس الأعمال حتى لا يفتخر أحد. فإنتا نحن تحفة الله وقد خلقنا في المسيح يسوع لأعمال صالحة أعدّها سلفًا لنسلك فيها."

لقد كان مبدأ التبرير بالإيمان هو المبدأ الذي عمل به الله حتى مع أبينا إبراهيم اعظم الأنبياء. التبرير هو فعل نعمة الله المجانية الذي به يغفر الله خطايانا جميعا ويقبلنا كأبرار قدامه، وذلك لأجل بر المسيح الذي يحسب لنا الذي نقبله بواسطة الإيمان فقط- حيث يقول الكتاب المقدس في رسالة رومية الإصحاح الخامس: "فبما أننا قد تبرّرنا على أساس الإيمان صرنا في سلام مع الله بربنا يسوع المسيح، وبه أيضا تمّ لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نقيم فيها الآن، ونحن نفتخر برجائنا في التمتع بمجد الله" وهكذا: "فآمن إبراهيم بالله فحسب له ذلك برًّا" (رومية4 :3) فإذا كان إبراهيم وهو أبو المؤمنين لم يتبرّر بأعماله الصالحة، فما فرصتنا نحن في ذلك؟

قبل ألفي سنة تقريبا كان الإنسان يقدم ذبائح حيوانية كاملة بلا عيب أي بلا جروح.... وبعض الأعمال الصالحة لكي يكفر عن خطاياه ويرضي الله ولكن مع كل ذلك لم يكن طريق الخلاص كاف لحصول الإنسان على طبيعة جديدة طاهرة مقدسة تؤهله أن يحيا مع الله- القدوس، البار، الطاهر، العظيم...- على الأرض وبعد الموت في الآخرة. لذلك فالمعادلة:

اعتراف بالخطأ +إيمان بالمسيح = الخلاص + غفران الذنوب

هي صحيحة من الناحية الحسابية ولكن ينقصها التوضيح وخصوصا في الطرف الثاني أي غفران الذنوب. فالله يحب جميع الناس حتى الخطاة ولكنه لا يحب الخطية نفسها، يحب الإنسان الذي خلقه وليس الخطية التي يرتكبها الإنسان. يقول الكتاب المقدس بصدد هذا الموضوع حول الذين آمنوا بالمسيح واعترفوا بخطاياهم انهم أولا حصلوا على الخلاص المجاني المقدم من الله بواسطة المسيح وأيضا على غفران لخطاياهم الماضية والحاضرة والآتية، ولكن لا بد أن نفهم شيئًا هامًا وهو أن غفران خطايانا الحاضرة والآتية ليس معناه أن نعيش في الخطية. وفي صورة سؤال هل نحيا فيما بعد في الخطية؟ نقرأ في رسالة رومية6: 1-2 "إذن ماذا نقول؟ أنستمر في الخطيئة لكي تتوافر النعمة؟ حاشا! فنحن الذين متنا بالنسبة للخطيئة، كيف نعيش بعد فيها؟" فالخلاص تم بيسوع والخطية الموروثة عن آدم غفرت وهذا ليس معناه أن نستمر في حياة الخطية لان الله أتاح لنا فرصة الخلاص والغفران، والخلاص الكامل هو بالإيمان.

ما هي الخطية؟ إن الاسم اليوناني للخطية وأداة التعريف، كما ترد في رسالة رومية، يعني الخطية الأصلية والفساد الوراثي أو الفساد الطبيعي ويسميها الكتاب المقدس "الإنسان العتيق". إنها كل فساد ونجاسة وصلت إلى الإنسان من آدم الأول (حيث يطلق على المخلوق الأول المذكور سالفًا اسم آدم الأول، اما يسوع فيطلق عليه اسم آدم الأخير)، بمعنى أن الإنسان العتيق تشخيص للميول الفاسدة في طبيعتنا وأيضا لحالتنا الشريرة. إن الكتاب المقدس في الجزء الأول من الرسالة إلى أهل رومية يناقش طريقة الله للتبرير أو غفران الخطايا لكن هنا نقدم إلى مناقشة علاج الإنجيل لأصل الخطية أو التقديس. ينبغي أن نعيش في القداسة بعد الإيمان فالقداسة غير مستحيلة بل هي في متناول يد كل من آمن بالمسيح كمخلّص شخصي. لهذا يوجه الكتاب المقدس أنظار المؤمنين ويأتي بنا وجها لوجه مع ذلك السؤال عينه: هل نبقى بعد في الخطية في الفساد في الميول الفاسدة في الانحراف؟ هل نبقى غير طاهرين غير مقدسين غير مكرسين غير مشابهين لله في المحبة والأمانة و....الخ من الصفات الحسنة؟ فعندما آمنا بالمسيح كمخلص متنا عن الخطية- ماذا يمكن أن تعني أن نكون أمواتا عن الخطية؟ إن الفعل في الزمن الماضي المطلق غير المحدد حيث يشير الرسول إلى عمل ما محدد في الماضي وتغيير ما من الخطية الى البر. فنحن متنا عن الخطية في أحشاء وعواطف ربنا وفعليا (في نيّتنا وهدفنا) لما قبلنا المسيح مخلصًا لنا. وبعبارة أخرى ففي الكفارة أعد كل شئ ليكون من الممكن لكل الناس في جميع العصور أن يتخلصوا من لعنة الخطية، مات المسيح لأجل الخطية لكي نموت نحن عن الخطية. وفي اختبار التجديد يوافق الإنسان أن يترك الخطية ويهجرها ويقبل الذي مات من اجله. فعندما نقبل المسيح لا نستعيد السلام والمصالحة مع الله بالتبرير فقط بل نمكث في نور قداسته وتكون لنا شركة مستمرة معه، ولكننا عمليا نموت عن الخطية كحقيقة فعلية إذ تحطم النعمة المقدسة كل الميول الشاذة غير الطبيعية للخطية ونصير أمواتا عن كل إغراءات الشر. إن الإنسان المؤمن يمكن أن يصير ميتا عن كل ميل داخلي للخطية وذلك بالنعمة المقدسة. إن الإيمان المسيحي في جوهره ممارسة وعمل فهو عبارة عن هجر الخطية والخضوع الكامل التام للقداسة، لذلك إذا كنا ننجو من خطايانا ومن الخطية الأصلية أي الموروثة من آدم بدم المسيح،كيف نعيش فيما بعد عبيدا للخطية مرة ثانية؟ ويقول الكتاب المقدس في رسالة بطرس الأولى 1: 15-16: "وانما اسلكوا سلوكًا مقدسًا في كل أمر مقتدين بالقدوس الذي دعاكم لأنه قد كتب: كونوا قديسين لأني أنا قدوس." فعندما نؤمن يصبح لدينا ذهنًا جديدًا وقلبًا جديدًا. قبل الإيمان كانت لدينا أطباع شريرة: كبرياء، طمع، حسد، غش، أفكار رديئة.... هذا ما يطلق عليه اسم (الإنسان العتيق) اما بعد الإيمان تصبح حياتنا وذواتنا وأجسادنا مكرسة لله وخدمته-اللسان واليدين والقدمين والعينين والأذنين…الكل لله. وتقول رسالة رومية: "بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله" وهذا ما يطلق عليه اسم الإنسان الجديد أو الولادة الثانية أو مولود من الروح. لقد جاء يسوع من اجل الخطاة إذ نقرأ في بشارة متى9: 13 "فإني ما جئت لأدعو أبرارا بل خاطئين إلى التوبة" وأيضا في رسالة بطرس الثانية3: 9 "فالرب، إذن، لا يبطىء في اتمام وعده، كما يظن بعض الناس ولكنه يتأنى عليهم، فهو لا يريد لأحد من الناس أن يهلك بل يريد لجميع الناس أن يرجعوا اليه تائبين." لذلك عندما نقبل المسيح لا بد وان نسلك فيه، فغفران خطايانا ليس معناه بعد ذلك أن نسلك في طريق الشر بل بالعكس أن تصبح حواسنا مدربة ضد الخطية. كذلك ليس معناه أننا وصلنا إلى مرحلة الكمال فالكمال لله وحده ولكن نسعى نحو الكمال. قد نسأل الآن ماذا يحدث لو أخطأ أحد؟ يقول الكتاب المقدس في رسالة يوحنا الأولى 2: 1 "يا أولادي الصغار، اكتب إليكم هذه الامور لكي لا تخطئوا. ولكن إن أخطأ أحدكم فلنا عند الآب شفيع هو يسوع المسيح البار. فهو كفارة لخطايانا، لا لخطايانا فقط، بل لخطايا العالم كله." فكل الذين قبلوا المسيح صاروا أولادا لله (روحيا طبعا)، ليس فقط ذلك بل صاروا هيكلا لروح الله القدوس. ويرد في كورنثوس الأولى 6: 19 "أما تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الساكن فيكم والذي هو لكم من الله وأنكم انتم لستم ملكًا لأنفسكم؟ لأنكم قد اشتريتم بفدية. إذن مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله."

إن الكلمة المقدسة دائما تخبرنا أننا نقبل الخلاص بالإيمان وأننا نتقدس بالإيمان حيث أن القداسة هي نقاوة القلب والحرية من الخطية الساكنة وبعد ذلك ننمو للكمال المسيحي. مرة أخرى عندما أقبل المسيح تصبح لي بعدها شركة بيني وبينه من خلال دراسة الكتاب المقدس+ الصلاة+ الشركة مع المؤمنين+ اشهد للمسيح+....الخ فتتغيّر حياتي وبالتالي أقوم بالأعمال الحسنة بفاعلية طبيعتي الجديدة. ويحدثنا الكتاب المقدس قائلا في تسالونيكى الأولى 5: 23 "وإله السلام نفسه يقدّسكم إلى التمام." إن الله هو الذي يقدّسنا ومن خلال علاقتنا معه نستمد كل قوة ضد الشر والخطية. وفي النهاية نطرح المعادلة من جديد:

اعتراف بالخطأ + إيمان بالمسيح = الخلاص + غفران الذنوب







أتى هذا المقال من سلام الى العراق
www.salamtoiraq.com

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
www.salamtoiraq.com/plugin.php?name=articles&file=article&sid=4